"التحطيب".. طقوس احتفالية فرعونية خلال أيام الأعياد في الصعيد
يعتبر فن التحطيب من أشهر الطقوس الاحتفالية، التي يتميز بها أهل الصعيد سواء في الأعياد أو في المناسبات السعيدة، فهي لعبة تراثية للرجال فقط، تُجسد لديهم معنى الشجاعة وتعكس قوتهم.
تعد لعبة التحطيب من الموروثات الفرعونية التي سجلتها الحضارة المصرية القديمة على جدران معابد الكرنك ومقابر وادي الملوك والملكات بمدينة الأقصر، فظهرت لأول مرة في عهد الملك حورس الثاني بالأسرة الخامسة، كوسيلة لتدريب الجيش على القتال بالسيوف.
استمرت لعبة التحطيب حتى الأسرة الفرعونية الـ 19، ثم صارت لعبة شعبية للأطفال والشباب، إلى أن أشتهر بها أهالي الصعيد.
والتحطيب كانت لعبة يقوم بها جنود الجيش كي يتعلموا المبارزة بالسيف، وظلت كلعبة قتالية حتى جاء عهد المماليك، فتحولت إلى رياضة استعراضية تُمارس في الاحتفالات، حيث تحرص قرى الصعيد على إقامة فقرات لها في المناسبات السعيدة، مثل الأعياد، الموالد وحفلات الزفاف وغيرهم.
وكانت اللعبة قديمًا يسفر عنها إصابات ووقوع ضحايا، لكن الآن هي مجرد استعراض لها قواعد وأصول لا يمكن تخطيها.
و في التحطيب يتصافح اللاعبان أولًا، ثم يرفعا العصا، أما إذا كان في اللعبة شاب ورجل كبير، لا يجب أن يرفع عصاه قبل أن يقوم بذلك الشخص الأكبر احترامًا له.
ويعتمد الفوز فيها على تسديد أكبر عدد من الضربات في جسد اللاعب الأخر من دون أن يصد تلك الضربات، وهي لا تكون حقيقة أو قوية ولكنها فقط تعبر عن عدم قدرة الآخر على التسديد.
