حكايات من خلف الأسوار.. "أمل" تدفع ثمن أطماعها في الثراء بفقد زوجها وفلذات أكبادها
في السجون قصص لنساء أجرمن بحق المجتمع، لا زلن تنتظرن خلف الأسوار أملًا في العودة إلى الحياة ودفء الأسرة.
"أمل" واحدة من هؤلاء تعيش لوعة فراق فلذات أكبادها، منذ أن عاقبتها محكمة الجيزة بالسجن المؤبد بتهمة التحريض وتسهيل قتل زوجها غدرًا بالاشتراك مع صديق زوجها.
القصة بدأت عندما كانت “أمل” في سن المراهقة، حينما أجبرتها ظروف معيشة أسرتها الفقيرة على قُبول الزواج من الموظف "حسام ع"، كانت حينها فتاة عشرينية.
تزوجت أمل وحسام، وأنجبا 4 أطفال عاشوا معا بمنطقة كعابيش بالهرم، ومع زيادة ضُغوط الحياة ومُشكلات الأسرة أصبحت المُشادات والمُشاحنات هي سِمة “بيت أمل”، حتى لاحت في ذهنها فِكرة مُشاركة إحدى قريباتها في التنقيب عن الآثار، داعب خيالها الشيطان، وأخذت تحلم بالثراء ورغد العيش، ووضعت الخطة وجلست تقنع الزوج البسيط البدء والتنفيذ.
حرضّت أمل مرتين، الأولى حينما حرضّت زوجها على العمل في التنقيب غير المشروع عن الآثار، والأخرى حينما حرضّت قاتليه على التخلص منه حينما حدثت خلافات بينهما، فسددوا له الطعنات وألقوا بجثته في منطقة صحراوية.
قبل إسدال الحكم على قاتلي زوج أمل، حلت أجهزة الأمن بالجيزة لغز جثة حسام بعد العثور عليها بمنطقة صحراوية، إذ كشف تفريغ مُكالمات الهاتف المحمول وجود اتصالات سابقة بين الزوجة المُدانة بالتحريض والمُتهمين في عملية القتل، وكشفت التحقيقات أن دافع الجريمة هو القضاء على المجني عليه، حينما هددهم بفضح أمرهم بعدما طالبوه بالاستمرار معهم عُنوة وإثناؤه عن قرار التوقف عن التنقيب.
في لوعة وأسى، تبكي "أمل" لكنها تتشبث بالأمل في العودة إلى صغارها بعدما تملكها الإحباط واليأس، وتمضي أيامها في سجن النساء كسنوات عِجاف تمر ثقيلة كجِبال على صدر أم تفتقد حضن الصغار.