شعراء الكدية (1).. ابن سُكرة شاعر تمنى الموت بسبب الجوع

شهد العصر العباسي ظاهرة أدبية، هي شعر الكدية أي التسول بالشعر، ومثل هذ النوع من الشعر مجموعة من الشعراء الهامشيين في المجتمع، وكان شعرهم انعكاسًا لحياتهم الاجتماعية من الفقر وبؤس الحال.

ومن بين شعراء الكدية الشاعر "ابن سكرة" وهو محمد بن عبد الله وكنيته "أبو الحسن" اشتهر بالتكدي بالشعر، وبلغ ديوانه 50 ألف بيت، وهو شيعي المذهب، وينصب شعر ابن سكرة في الكدية على الشكوى والعتاب من هضم الحقوق والتغافل عن تأديتها، ومن ذلك قوله: 

قد أتى العبد لا أتى.. فلقد انهج المهج

ليس فيها لها شمى.. سرور ولا فرج

ذاكرة الأمثال.. "شرارة تحرق الحارة"

"ذاكرة الأمثال.. "هُوَّ حِيلْةِ اللِّي يِجُزِّ الْكَلْبْ صُوفْ؟"

عانى ابن سكره من الحرمان ومرارة الجوع من خلال ذم البخل وأهله، ونجده يعبر عن جوعه وحرمانه من خلال شعره الذي يؤكد فيه ان يصوم إجباريا بسبب عدم وجود ما يأكله، فيقول

أما الصيام فشيء لست أعدمه.. مدى الزمان وإن نيت بإفطار

أغشى أناسا فأغشى في منازلهم جوعا علي ولا أعشى لهم نارا

ويصل الأمر بالشاعر إلى أن يتمنى الموت بسبب شدة الجوع فيقول 

الجوع يطرد بالرغيف اليابس فعلام تكثر حسرتي ووساويسي

والموت أنصف حين عدل قسمته بين الخليقة والعفو البائس

وأيا كان الأمر فإن شعر ابن سكرة ومن على شاكلته يمثل تصويرا للحالة الاجتماعية التي وصل إليها حال بعض طبقات المجتمع في العصر العباسي.