الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بالدقهلية: من قُتل خلال استرداد حق الدولة فهو شهيد (فيديو)

الدكتور محمد مختار
دين وفتوى
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الجمعة 30/يوليو/2021 - 03:21 م

ألقى محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، خطبة الجمعة بمسجد "الشيخ/ عبيد" بمدينة نبروة بمحافظة الدقهلية، في إطار خطة الوزارة لافتتاح (10) مساجد جديدة إحلالًا وتجديدًا ومسجدين صيانة وترميمًا؛ ليكون إجمالي ما تم افتتاحه من أول سبتمبر 2020م (1562) مسجدًا، منها (1437) مسجدًا جديدًا (إحلالًا وتجديدًا)، و(125) مسجدًا صيانة وترميمًا.

بحضور أيمن مختار محافظ الدقهلية، وهيثم الشيخ نائب المحافظ، واللواء حمدي الجزار، مساعد وزير التنمية المحلية، والمهندس/ نبيل الطيبي سكرتير عام المحافظة، والشيخ/ صفوت نظير مدير مديرية أوقاف الدقهلية، وعدد من السادة أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بمحافظة الدقهلية، وعدد من القيادات الأمنية والشعبية بالمحافظة، وبمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وفي بداية خطبته أكد أن المال الحرام سم قاتل ونار محرقة على آكله في الدنيا والآخرة حيث يقول الحق سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتْ النَّارُ أَوْلَى بِهِ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ رجالًا يَتخوَّضونَ في مالِ اللَّهِ ورسولِهِ بغَيرِ حقٍّ لَهُمُ النَّارُ يومَ القيامةِ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "لعنَ اللَّهُ من غيَّرَ مَنارَ الأرضِ".

وأوضح الوزير أن المقصود بمنار الأرض، العلامات التي تكون على الحدود بين الجيران كحديد المساحة أو نحوه، فالمنارات هي العلامات، وإذا كان هذا في الحقوق الخاصة فإن حرمة المال العام أشد حرمة من المال الخاص لكثرة الذمم والأنفس المتعلقة بالمال العام، فالمال الخاص قضية بينك وبين شخص آخر، أما المال العام فكل شركاء الوطن في هذا المال سيخاصمون كل من اعتدى عليه أمام الله (عز وجل) يوم القيامة.

وأضاف أن كل شركاء الوطن سيقفون أمام الله خصومًا لمن اعتدى على المال العام أو على الحق العام، كحق الطريق، فالمؤمن الحقيقي والعاقل الحقيقي قد يأخذ من ملكه الخاص ما يوسع به الطريق لا أن يأخذ من الطريق ما تكوى به جسده يوم القيامة في نار جهنم، وكذلك الاعتداء على الشواطئ أو على الأماكن العامة، أو تجاوز قواعد السير لأنه اعتداء على حق الآخرين في السير.

وأوضح أن حرمة المال العام والحق العام حرمة عظيمة  والنفس التي تتطلع إلى المال العام نفس دنيئة واليد التي تمتد إلى المال العام يد ذليلة مهينة ونفس صاحبها أذل وأدنى وأخس، مستعينًا بقول الشاعر: "يد بخمس مئين من عسجد وديت.. ما بالها قطعت في ربع دينار"، فأجابه الآخر: "عِزّ الأمانة أغلاها وأرخصها.. ذُلّ الخيانة فاحفظ حكمة الباري"، فلما كانت اليد أمينة، كانت عزيزة لا تُكافأ بالدنيا وما فيها، فلما امتدت إلى الحرام أصبحت يد خسيسة دنيئة لا  تساوي إلى ربع دينار".

وأشار وزير الأوقاف إلى أن واجبنا أن نعظم المال العام والحق العام والشأن العام والنفع العام لا أن نعتدي عله، وقد جعل الإسلام ثواب ذلك عظيمًا يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه: من علَّم علمًا، أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا"، مؤكدًا أن ما تقوم به الدولة المصرية الآن من تطهير وتوسيع وتنقيه للترع والمصارف هي عملية شرعية ووطنية بامتياز، لأنها من جهة تكف الأذى عن الخلق ومن جهة أخرى تحافظ على ثروة الماء.

وتابع: "أو غرس نخلًا" وليس المقصود في الحديث غرس النخل فقط، بل هو كناية عن زرع كل ما ينفع الناس، "أو بنى مسجدًا"،  وليس من اعتدى على حرم المسجد وضم جزءا منه إلى ملكه، فدور المسلم أن يوسع المسلم لا أن يضيق عليه، قد يعطي المسلم من بيته إلى المسجد، أما أن يأخذ من المسجد إلى بيته فهذا ما لا دين ولا خلق له، "أو ورَّثَ مصحفًا، "أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه"، مؤكدًا أن حماية المال العام واجبنا جميعًا من تنفيذيين وبرلمانيين وقضاة ومجتمع، لأن المال العام لنا جميعًا مجتمعين، وواجبنا أن نحميه جميعًا متضامنين، وحرمة المال العام تتطلب الحفاظ عليه وليس مجرد عدم الاعتداء، مؤكدًا أن حماية المال العام وحماية أموال الدولة واسترداد حقوق الدولة من المعتدين والناهبين كحماية الحدود من الأعداء المتربصين، وإذا كان من مات في سبيل الله دفاعًا عن وطنه شهيدًا، فإن من قُتل أثناء استرداد حق الدولة، أو استرداد الأراضي المنهوبة أو كف يد الغاصبين فهو شهيد، ومن أصيب فهو في سبيل الله.

من شعائر خطبة  الجمعة داخل مسجد الشيخ عبيد بالدقهلية
من شعائر خطبة الجمعة داخل مسجد الشيخ عبيد بالدقهلية
من شعائر خطبة  الجمعة داخل مسجد الشيخ عبيد بالدقهلية
من شعائر صلاة الجمعة داخل مسجد الشيخ عبيد بالدقهلية
من شعائر خطبة الجمعة داخل مسجد الشيخ عبيد بالدقهلية
من شعائر خطبة الجمعة داخل مسجد الشيخ عبيد بالدقهلية
من شعائر خطبة الجمعة داخل مسجد الشيخ عبيد بالدقهلية

ووجه وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، التحية لرئيس الجمهورية لحرصه على حق الوطن في الداخل والخارج، وعلى المال العام والحق العام وأعيان الوقف، فمن خلال ما تابعناه جميعًا من حرص سيادة الرئيس على بناء دولة قوية حديثة، يسودها الحق والقانون، وكما علمنا أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ؛ القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، تسير الدولة في استرداد حق الدولة، بغض النظر عن من اعتدى بإرادة سياسية قوية تستوجب توجيه التحية للسيد رئيس الجمهورية؛ لحرصه على المال العام والحق العام وحرصه على استرداد الدولة حق الدولة.

كما توجه جمعة بالتحية لقواتنا المسحة الباسلة وشرطتنا الوطنية والأجهزة الرقابية  لحفاظهم على المال العام والحق العام واسترداد حقوق الدولة والمجتمع، مختتمًا بالتأكيد على أن المال العام حق لنا جميعًا مجتمعين وعلينا جميعًا؛ جيشًا وشرطة وقضاة وتنفيذيين وبرلمانيين أن نقف حجرًا صلبًا في وجه كل من تسول له نفسه الاعتداء على المال العام، مؤكدًا أن  الاعتداء على المال العام جريمة شرعية ووطنية، ومن سهَّل الاعتداء على المال العام فهو والمعتدي سواء، وأنه يستوى في تحمل هذا الجرم كل من المعتدي ومن سهل له الاعتداء، فكل موظف عام أو خاص يغض الطرف أو يسهل الاعتداء على المال العام، فهو شريك في جريمة الاعتداء على المال العام، ولا يمكن لدولة أن تنهض بفساد بين أهلها، مستشهدًا بقول الله تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"، وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): " إنَّ النَّاسَ إذا رأَوْا ظالمًا فلم يأخُذوا على يدَيْه أوشك أن يعُمَّهم اللهُ بعقابٍ".

واختتم مختار خطبته بالتأكيد على أن واجبنا جميعًا التصدي للفساد، وهذا ليس واجب رئيس الدولة وحده ولا الحكومة وحدها ولا القضاة وحدهم، نريد أن نتحول بمواجهة الفساد إلى ثقافة شعب، يقف كل إنسان عند حقه، وقد عظم الإسلام شأن وثواب من يعمل للصالح العام ويعمل على تعظيم المال العام والحفاظ عليه.

من شعائر صلاة الجمعة داخل مسجد الشيخ عبيد بالدقهلية
من شعائر صلاة الجمعة داخل مسجد الشيخ عبيد بالدقهلية
من شعائر صلاة الجمعة داخل مسجد الشيخ عبيد بالدقهلية
تابع مواقعنا