طالب جامعي يبيع القهوة على دراجة متحركة: "طول ما التلاجة محتاجة اشتغل أي حاجة"
"طول ما التلاجة محتاجة اشتغل أي حاجة" شعار مكتوب على أحد دراجات القهوة التي يستقلها شاب عشريني بحثًا عن المال، ولكن كان شعاره الوجداني الذي لازم لسانه "الشغل مش عيب" ليوضح أن عمله في بيع القهوة لا يتعارض أبدًا مع كونه مُعلمًا سيربِّي أجيالًا في المستقبل، أما شعاره الآخر المعلق على دراجته فكان: "من استعان بغير الله ذل"، ذلك الشاب المكافح محمد إسماعيل، طالب كلية دار العلوم، جامعة القاهرة.
قال إسماعيل إنه اعتاد العمل أيام الجامعة كي يتمكن من جلب المال، ولكن في فترة الامتحانات الدراسية كان يضطر للتركيز بها ويترك للعمل، مما يجعل أصحاب الأشغال يسكنون مكانه فورًا، ولا يستطيع الرجوع إليه.
وأضاف محمد لـ"القاهرة 24"، أن ذلك الأمر أدى إلى عمله في مختلف المجالات، ولكن لم ينجح في تكملتها، فقرر أن يكون له مشروع مستقل يتربح منه، وقد لاحظ أن أصدقاءه يشيدون بطريقته الخاصة في صنع القهوة، وبعد تفكير طويل تمكن من أخذ أولى خطوات عمله.
وأوضح أنه تعلم طرقًا مختلفة ولذيذة لعمل القهوة، وبدأ في مشروعه البسيط الذي يتكون من دراجة وصندوق خشبي وعدد من أكياس البُن، يذهب بها كل صباح إلى أماكن مختلفة، وإلى جانبهم راديو صغير كي يصدر منه صوت القرآن الكريم خلال السعي إلى الرزق.
وروى إسماعيل أن مُعلمه ومثله الأعلى كان يعمل "سباكًا"، وقص على طلابه حكاية كفاحه دون خجل من عمله السابق، مما أشعر بائع القهوة بأنه ليس هناك ما يعيبه إذا قرر أن يعمل بالشوارع وهو يدرس في مجال التربية.
واستكمل حديثه بأنه وجد الكثير ممن حوله من الأصدقاء يشجعونه على عمله دون خجل، كما أن الناس تجلب منه القهوة احترامًا له ولكفاحه.
وأوضح إسماعيل أنه قادر على الموازنة بين دراسته وحضور جميع محاضراته وبين عمله بائعًا للقهوة في الشارع، ونصح الشباب في نفس عمره بقبول العمل أيًا كان لأنه لا يعيب الرجل.