فريد شوقي.. ملك الترسو وتجسيد "عنترة" بين الواقعية والفانتازيا
تمر اليوم ذكرى ميلاد فنان الشعب وملك الترسو فريد شوقي، والذي ولد في 30 يوليو عام 1920، وهو أحد أشهر الفنانين المصريين، وشارك في 400 عمل سينمائي بين كتابة وإنتاج وتمثيل، اشتهر في السينما بأنه الرجل الذي لا يقهر، وهو الفتوة العادل والقوي على الفاسدين، كانت أفلامه هي الأقرب والأكثر مشاهدة من الطبقات الشعبية في المجتمع، لذلك أطلقوا عليه ملك الترسو، وهو المكان المخصص للدرجة الثالثة في السينما، وكان رواد هذا المكان هم السواد الأعظم من الجمهور.
وقدم الملك فريد شوقي، العديد من الشخصيات المختلفة ومن أهم تلك الشخصيات التي نالت شهرة واسعة، كان تجسيده لشخصية الشاعر والفارس التاريخي عنترة بن شداد، لكن هل الشخصية التي جسدها فريد شوقي هي شخصية عنترة الحقيقية؟.
وتدور أحداث الفيلم حول الفارس والشاعر الجاهلي المعروف عنترة بن شداد، وتركز على عدة ملامح من حياة الفارس، حيث تتولد منها أحداث الفيلم، وهما حبه لعبلة، وهو المحور الرئيسي المحرك لمعظم الأحداث، وشجاعته المصحوبة بالقوة المفرطة، وتعرضه الدائم للتنمر بسبب سواد بشرته، وأنه ابن أمة، رغم كونه ابن قائد القبيلة.
وبالنظر إلى قصة عنترة الحقيقة، نجد أن الفيلم لامس بعض الأشياء من حياته فعلًا، لكنه لم يكن على مقربة كافية من الحقيقة، فمثلًا تعرضه للتنمر بشكل مستمر، كان حقيقيًا، وهو يعبر عن ذلك في شعره حيث يقول "يُنادونَني في السِلمِ يا اِبنَ زَبيبَةٍ.. وَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا اِبنَ الأَطايِبِ
سَيَذكُرُني قَومي إِذا الخَيلُ أَصبَحَت.. تَجولُ بِها الفُرسانُ بَينَ المَضارِبِ".
عرف عنترة بشيئين الشجاعة والشعر، وأما المحور الرئيسي الذي تناوله الفيلم، حبه لعبلة، لم يكن خيالًا كان موجودًا بالفعل، لكن إذا نظرت لشعره ستعلم أنه لم يكن واقفًا حياته عليها، بل إنك تلمح اسمها في بيت من قصيدة يذكرها فيه والباقي يذكر الحرب والدماء والخيل، كان حبه للمعارك والدماء أكبر من حبه لعبلة، عاش طيلة حياته عبدًا هو وأخوته لأمه، لأنهم أبناء أمة.
تميز بقامته الضخمة وشعره الجعد ووجهه العبوس، أعطاه والده شداد حريته عندما امتنع عن الدفاع عن قبيلته ضد هجوم طيئ، فأغراه والده بأنه سيعطيه حريته إن قام ودافع عن عبس، فقام وحارب وكان شديدا عليهم ومغوارًا وكرارًا، ونالوا النصر في النهاية ونال هو حريته.
"يا دار عبلة بالجواء تكلمي.. وعمي صباحا دار عبلة واسلمي" وبالعودة لعبلة، فانتهت القصة بزواجه منها، لكنه لم يتزوجها وحدها، بل تزوج من ثمانية نساء، ويقال أنه لم يمضي ستة اشهر على زوجهم حتى تزوج عليها، ولم يكتف بالزواج عليها، بل خانها مع أكثر من 30 امرأة حسب الكتب التي تناولت تاريخه، وتوفي عنترة وعمره يناهز التسعين، في عام 608.