الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الطريق إلى الشتات.. إخوان تونس بين انتصار "قيس" وغدر "أردوغان"

راشد الغنوشي رئيس
سياسة
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة
السبت 31/يوليو/2021 - 01:04 ص

لم تمر سوى أيام قليلة على إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد، تجميد مجلس النواب الذي يترأسه راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإخوانية، ليبدأ حلفاء الذراع الإخوانية داخل تونس، في التخلي عنهم والنأي بعيدًا عن معارضة الرئيس المدعوم من قبل الشعب، بعدما أعلن الأخير أنه لا يريد النهضة.

البداية كانت بتراجع حزب قلب تونس المناصر لحركة النهضة الإخوانية التي يترأسها الغنوشي، والذي يترأسه المرشح الرئاسي السابق نبيل القروي، عن معارضته للرئيس التونسي قيس سعيد، في قراراته الصادرة بشأن تجميد البرلمان، وإقالة رئيس الحكومة.

وجاء إعلان حزب قلب تونس تأييده لقرارات الرئيس قيس سعيد، على لسان نائب رئيس كتلة حزب قلب تونس، شيراز الشابي، بأنّ رئيس الجمهورية من واجبه التدخل لوضع حد للأزمة السياسية، قبيل ساعات من اتباع النهضة لنظيرتها جماعة الإخوان في مصر عام 2013، بإعلانها التهديد باستخدام العنف في محاولة منها للبقاء في السلطة رغمًا عن الإرادة الشعبية والسياسية.

مراقبون للتطورات التونسية يرون أن إسقاط النهضة في تونس من شأنه القضاء على الوجود الإخواني في الشمال الإفريقي بشكل عام، إلى جانب إضعاف أذرع جماعة الإخوان الإرهابية في كافة أنحاء العالم، وتقضي على التمدد الإخواني.

تركيا قلقة من قرارات الخضراء 

لم تنتظر أنقرة كثيرًا لتعلن عن قلقها بشأن القرارات التونسية التي من شانها القضاء على آخر أذرعها في الشمال الإفريقي، فكعادتها لم تألُ جهدًا في دعم جماعة الإخوان فالتدخلات التركية في تونس لم تكن وليدة اللحظة، ولكنها بدأت منذ أكثر من عشر سنوات، فقد كانت حركة النهضة تمثل ذراع تركيا داخل تونس سياسيًا واقتصاديًا، ويتمثل ذلك في تمرير اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار بين تونس وتركيا، من خلال البرلمان الذي يترأسه راشد الغنوشي، ليتم مضاعفة حجم الصادرات التركية إلى تونس من 200 مليون دولار عام 2010، إلى أكثر من 4 مليارات دولار عام 2019، وفقًا لوكالة الأنباء التونسية.

اقرأ أيضا.. "نفس الكتالوج".. إخوان تونس يسيرون على خطى الجماعة في مصر ويهددون باستخدام العنف

رد تركيا جاء على لسان ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، باعتباره أن ما يجري في تونس يمثل محاولة "إجهاض لتجربة ديمقراطية وليدة"، ولم يتوقف عند ذلك الحد فقط بل استكمل مسار أردوغان، بأن وصف قرارات الرئيس قيس سعيد، بـ "الانقلاب".

فيما أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، خلال اتصال مع نظيره التونسي، عثمان الجرندي، دعم بلاده لشعب تونس في ظل التطورات السياسية التي تشهدها البلاد.

تركيا تراوغ النهضة

ضحى طليق، محللة سياسية تونسية، قالت إن الموقف التركي كان في بداية الأمر داعمًا للنهضة، إلا أنه أجرى بعض التعديلات بإعلان تركيا أنها تحترم إرادة التونسيين.

وأضافت لـ "القاهرة 24" أن تركيا لن تكرر ما جرى مع جماعة الإخوان في مصر باستضافتهم لديها، مشيرة إلى أن أنقرة "ربما" تستضيف من تثبت إدانته في قضايا كبيرة كتسفير الشباب لبؤر التوتر، أو الاغتيالات، أو غيرها.

أما فيما يتعلق بمصير الغنوشي، أوضحت طليق، أن زعيم حركة النهضة الإخوانية، أمامه خياران إما اعتزال النشاط السياسي وترك الحركة لقيادات شابة مستعدة لتطوير الحركة إلى حزب مدني تونسي، خاصة أن الكثير من القيادات صرحت أنه المسؤول عما وصلت إليه الحركة، أو يواجه مصيره أمام القضاء التونسي.

حركة النهضة 

النهضة مشتتة قبل التجميد 

وقال نزار الجليدي، محلل سياسي تونسي، إن حركة النهضة التي تمثل ذراع الإخوان في تونس، تعيش في شتات داخلي بداية من 2019، منذ نهاية تحالفها مع حزب نداء تونس.

وأضاف لـ "القاهرة 24" أنه بظهور صوت عال للمعارضة داخل البرلمان التونسي متمثلًا في حزب الدستوري الحر، بدأت النهضة في السقوط السياسي داخل البرلمان، وبتفاقم أخطاء النهضة السياسية والاقتصادي انكشفت سياسيات الحركة الفاسدة أمام الشعب التونسي، ليخرج مطالبًا بطرد الإخوان من الأراضي التونسية ومحاكمتهم أمام القضاء.

تركيا ترفض النهضة 

وأوضح الجليدي، أن تركيا تشرف على المشروع الإخواني الدولي وتريد تطبيقه في المنطقة وخاصة الشمال الإفريقي، وبسقوط آخر مشروع لها المتمثل في حركة النهضة بتونس، لن تعيد فتح أبوابها لاستقبال أعضائها كما فعلت مع جماعة إخوان مصر، كونها لا تستطيع حاليًا تحمل نتائج استقبالها لفصيل آخر من أذرعها الإخوانية عقب هزيمتها في ظل وجود ضغط دولي عليها من قبل جميع الدول التي تسببت تركيا في إضرارها باستخدام الإخوان، إلى جانب ضغط دولي كبير بسبب إيوائها عناصر الإخوان الإرهابية.

تابع مواقعنا