التنمر كلمة السر.. مصري يحوّل جلود الأرانب إلى قطع فنية فريدة (صور)
ضرب بالروتين عرض الحائط، فكر خارج الصندوق بحث عن خامات جديدة لتصبح موضة؛ وبسبب حبه الشديد لشكل الأرانب، قرر أن يأخذ جلودها ويصنع منها قطعًا فنية تستخدم الأحذية المميزة والصنادل والسابوهات الفرو التي لاقت إقبالًا كبيرًا من الفتيات، والسجاجيد والوسائد بل تعدى الأمر إلى أنه صنع منها الحُلي وإكسسورات الملابس، إنه المبدع "يحيى خلف" الذي حوّل جلود الأرانب إلى قطع فنية فريدة من نوعها.
قوت اليوم
اعتاد "يحيى خلف" على الاستيقاظ مبكرًا ليبدأ مشواره إلى محلات "بيع الدواجن" لجمع جلود الأرانب، منذ صغره كانت طفولته مختلفة بدلًا من أن يلهو مع أصدقائه وأقرانه كان يتعلم حرفة جديدة تساعده في الحصول على قوت يومه، استمر هذا الوضع لفترات طويلة مما أثر فيه وزاد من خبرته في المجال.
"شوفلك شغلانة تانية"
وفي أحد الأيام، قابل أحد الإسبانيين وأعجب بفكرته وعلمه المزيد في هذه المهنة لتزداد من خبرته، ولكن للأسف التنمر والسخرية لم يتركا "يحيى" فدائمًا ما كانا يطاردانه وترددت على مسامعه كلمات سلبية من أقرب الناس إليه وجمل تحمل في معانيها الاستهزاء بعمله أبرزها "أنت بتاع أرانب.. شوفلك شغلانة تانية" ولكنه قرر عدم الاستسلام للأمر الواقع وتحدى المجتمع ليثبت أنه قادر على خلق مجال جديد يترك فيه بصمته.
3 جنيهات للقطعة
يقول خلف لـ"القاهرة 24" إن دورة صناعة جلد الأرانب تستغرق نحو 15 يومًا، فهو متخصص في توريد جلود الأرانب إلي بائعي الأحذية في منطقتي الموسكي وباب الشعرية؛ وبدلًا من استيراد كرة من الخيط من الخارج –الصين- بـ25 جنيهًا يقوم ببيعها، ويحتاج إلى 20 سم فرو وسعرها 3 جنيهات للقطعة، أما بالنسبة لأسعار متر السجاد والمخدات فيتراوح سعر المتر بين 130 إلى 150 جنيها.
مراحل التصنيع
تمر صناعة الأرانب بعدة مراحل، ففي البداية تُجمع جلود الأرانب وتصل إلي خلف “مملحة وبدمها”، ثم يقوم بفتحها بسكين حاد وهذه المرحلة تسمى “التلحيم”، ثم تأتي مرحلة “إزالة الشحوم والدهون” بكربونات الصوديوم، يترك يومًا كاملًا “منقوع” في الماء ثم يترك ليجف في الشمس.
ذوق العميل
تأتي مرحلة الصبغة وهي تتم حسب ذوق العميل فيختار اللون المفضل له، ثم تأتي مرحلة "التشطيب" وهي المرحلة النهائية، يتم فيها تسليم كل الجلود بصورة كاملة، وكل دورة يوجد فيها 1000 قطعة جلد أرنب وتستغرق قرابة الـ15 يومًا، وأشار خلف إلى أن مصر تعد أكبر دولة في إفريقيا لديها "فرو الأرانب".
ويتابع “حاولت معالجة جلد الأرنب لاستغلاله في إخراج منتجات جديدة ومميزة وتصديرها للصين، كل ما أطالب بتوفير مكان ليّ في القاهرة بعد إزالة الدباغ وللأسف الإمكانيات المحدودة”.
