أنطوان دو سانت طيار وكاتب فرنسي ظهرت جثته بعد 44 عامًا.. تعرف على سيرته وتفاصيل وفاته

يحل اليوم ذكرى وفاة الطيار والكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكسوبيري، الذي توفي في 31 يوليو 1944، عن عمر يناهز 44 خلال خروجه في مهمة فرنسية.

ولد أنطوان في 29 يناير 1900 في مدينة ليون بفرنسا، وكان ينتمي لعائلة أرستقراطية كاثوليكية، كان لأنطوان 4 أشقاء تولى مسؤوليتهم عقب وفاة والده بسكتة دماغية داهمته وهو في محطة القطار، ليتحول حال الأسرة بعد ذلك إلى أرستقراطيين فقراء، فقد كان لوفاة الأب أثر سلبي كبير على الأسرة، وعندما كان في سن السابعة عشر فقد شقيقه الوحيد الذي توفى إثر اصابته بالحمى الروماتيزمية، ليجد نفسه بعد ذلك الرجل الوحيد في بيت يضم والدته و3شقيقات فارتدى عباءة الحامي لهم.

التحق أنطوان بالأكاديمية البحرية الأمريكية، ولكنه لم يكمل دراسته فيها بسبب فشله مرتين في اجتياز الامتحانات النهائية للسنة التحضيرية بالأكاديمية، لذلك قرر الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة وكان يستمع كثيرًا بدراسة الهندسة المعمارية، ومكث فيها لمدة 15شهر، لكن لم يكمل تعليمه فيها. في عام 1921، بدأ أنطوان خدمته العسكرية كجندي برتبة أساسية مع الفوج الثاني من سلاح الفرسان الخفيف وأُرسل إلى نيهوف، وفي تلك الفترة أخذ دروسًا خاصة في الطيران، وعُرض عليه في العام التالي التحويل من القوات البرية الفرنسية إلى القوات الجوية الفرنسية، وأثبت أنطوان كفاءته في سلاح الطيران حيث حصل على شارة الطيار بعدما عُين طيارًا للفوج رقم 37 المقاتل في الدار البيضاء بالمغرب، وبعد ذلك عُين طيارًا لفوج الطيران الرابع والثلاثين في لو بورجيه على أطراف باريس، وشهد أول حادث تحطم لطائرته.

عاد سانت إكزوبيري إلى الطيران مرة أخرى عام 1926، وأصبح أحد رواد الطيران البريدي الدولي، كما عمل في آيروبوستال بين تولوز وداكار، وتولى منصب مدير ترانزيت الخطوط الجوية لمطار كيب جوبي في المنطقة الإسبانية جنوب المغرب، في الصحراء الكبرى، تولى أنطوان الكثير من المفاوضات بشأن الإفراج عن الطيارين المفقودين الذين أخذوا كرهائن من قبل قبائل الصحراء الكبرى، وهي مهمة محفوفة بالمخاطر أكسبته وسام جوقة الشرف من الحكومة الفرنسية.

عُين أنطوان مديرًا لشركة طيران أيروبوستا أرجنتينا بعدما نُقل إلى الأرجنتين، وكان يتولى مهام تفقد الطرق الجوية الجديدة عبر أمريكا الجنوبية وتفاوض بشأن الاتفاقيات. وتم عرض تلك الفترة من حياته باختصار في فيلم أجنحة الشجاعة، فيلم آيماكس للمخرج الفرنسي جان جاك آناود.

أحب أنطوان الكتابة كثيرًا، وكان يبحث عن معاني كل سلوكيات مجتمعه ويحاول تحليل يحلل القيم الأخلاقية في أوساطه كمجتمع عصري، وأكثر ما يضايقه هي اللا أخلاقيات، ويمكن آن نلمس ذلك بوضوح في أعماله الروائية مثل "أرض الرجال" و"طيار الحرب"، ومن أبرز أعماله قصة "الأمير الصغير" التي تعد أشهر قصص أدب الأطفال في العالم.

توفي أنطوان في 31 يوليو 1944 عن عمر يناهز 44 عاما، أثناء قيامه بإحدى المهمات الاستطلاعية، ولم يعثر على جثمانه إلا بعد مرور 44 عام على الساحل الفرنسي قباله مدينة مرسيليا.