أزهريون يكشفون حكم الدين في "حبس الأبناء" وطرق عقابهم

كثير من الآباء والأمهات يندفعون لعقاب أطفالهم عند ارتكابهم خطأ ما، ويستخدمون طرقا وأساليب عديدة في هذا العقاب، ومن هذه الأنواع “حبس الطفل بمفرده في دورات المياه لمدة طويلة”، وسط صراخه المتكرر وبكائه الذي لا ينقطع، مُتناسين نتائج هذا الفعل.

خطيب بالأوقاف: مرضى وبحاجة لأطباء نفسيين

قال الشيخ محمود الأبيدي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن هذا ليس له علاقة بالدين ولا بالتربية ولا بالأخلاق ولا بالعقل نهائيًا، مضيفًا أن الله عندما تحدث إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كيف يتعامل مع قومه وليس أبنائه، متابعا: “إن كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر”، متسائلًا: "إذا كان هذا الأسلوب في شأن الكافرين، فما بالنا بشأن الأبناء؟".

وأضاف الأبيدي، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن للأبناء حقوق على والديهم، منها حسن التربية وحُسن المعاملة وحسن التسمية وحسن اختيار الأم والأب، وهكذا علمنا فاروق الأمة، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما شكى إليه رجل في عقوق ولده، فذهب إلى الابن يعاتبه في ذلك، فقال: “إنه سماني جعلا، وكانت أمي مجوسية”، فعاد الفاروق إلى الرجل قائلًا له: “عققت ولدك قبل أن يعوقك”.

وأوضح إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن فكرة عقاب الأطفال وحبسهم في دورة المياه، أمر في غاية الخطورة، لأن الحبس في هذا المكان قد يستدعي أمورًا نحن في غنى عنها، مؤكدًا أن هؤلاء الآباء مرضى وبحاجة للعرض على أطباء نفسيين.

وتابع: “لا يجوز ضرب طفل، لأنه إنسان يشعر، وقد نهى الرسول الكريم عن ضرب الحيوان وتجويعه، فما بالنا بالإنسان”، مضيفًا أن النبي دخل على جمل في بستان، فوجده يئن ويبكي، فمسح دموعه صلى الله عليه وسلم، وعاتب صاحب البهيمة، لأنها تشكيه للرسول أنه يجيعها ويضربها.

"يدور في رحل جهنم".. "أزهري" يكشف مصير من ينهى عن المنكر ويفعله

الجندي: الآباء قدوة وأي خطأ مرجع لهم

من جانبه صرح الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامي، بأن العقاب بشكل عام يأتي بنتيجة عكسية، ولا علاقة له بالتربية أو التهذيب، ويجب أن تحل لغة الحوار محل المعاقبة، لأن هذه سلوكيات غير صحيحة.

وتابع الجنديك “أي خطأ ينشأ من الأبناء، فهو مرجع للآباء، نظرًا لكونهم قدوة لهم، مضيفًا أن طريقة عقابهم بحبسهم في الحمام، قد تنشأ لديهم خوف نفسي، ووسواس متواصل، وتخيل أمور لا وجود لا”.

واختتم عضو مجمع البحوث الإسلامي، قائلا: “الأطفال رزق وهبة من الله سبحانه وتعالى، وإذا تعاملنا معهم بشكل قاسٍ وعنيف وسخط، فقد يعاقبنا الله بحرماننا منهم”، مستشهدا بالآية الكريمة: “المال والبنون زينة الحياة الدنيا”.