الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الدواء فيه سُم قاتل.. المضادات الحيوية "قنبلة موقوتة" تهدد "المحترزين من كورونا"

المضادات الحيويةـ
تقارير وتحقيقات
المضادات الحيويةـ أرشيفية
الخميس 05/أغسطس/2021 - 09:21 م

كالقابضين على "جمر كورونا"، كظم بعض المواطنين غيظهم من آلام فيروس كورونا الذي لا يفهم لغة التفاهم الطبي وارتفع مؤشر الخوف والفزع، مما جعل البعض يلجأ إلى تناول المضادات الحيوية، دون أي ضوابط أو استشارة طبيب لتعزيز الجهاز المناعي وتحصين النفس من الوباء اللعين، دون وعي كاف بأضرار الإفراط فيها رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية.
في الآونة الأخيرة، أصبحت العقاقير والمسكنات تلعب دورًا رئيسيًا في حياة أغلب المواطنين آملين في التصدي لتلك الجائحة التي عانى العالم فيها من تبعات فيروس كورونا.

تحذير عالمي 

حذرت منظمة الصحة العالمية من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في مكافحة جائحة كوفيد-19 لأنها تعزز مقاومة البكتيريا وتؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من الوفيات أثناء الأزمة وما بعدها.
 

وقال المدير العام للمنظمة الأممية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن "عددًا مقلقًا" من العدوى البكتيرية صارت أكثر مقاومة للأدوية المستخدمة تقليديًا لعلاجها، وعبرت المنظمة عن قلقها من تفاقم هذا الاتجاه جراء الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية خلال أزمة فيروس كورونا المستجد. 


وقالت المنظمة الصحة العالمية إن نسبة صغيرة فقط من مرضى كوفيد-19 بحاجة إلى مضادات حيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية التي تظهر إثر الإصابة به، كما شددت على ضرورة غسل اليدين بانتظام، وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة وتجنب تناول المضاد الحيوي دون إشراف الطبيب.


أشارت دراسة تابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من ثلثي 64٪ من نحو 10000 شخص شملهم الاستطلاع في 12 دولة يقولون إنهم يعرفون أن مقاومة المضادات الحيوية هي مشكلة يمكن أن تؤثر فيهم وعلى أسرهم، ويعتقدون أن المضادات الحيوية يمكن استخدامها لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا، على الرغم من حقيقة أن المضادات الحيوية ليس لها تأثير على الفيروسات، كما  يعتقد أن ما يقرب من ثلث 32٪ من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أنه يجب عليهم التوقف عن تناول المضادات الحيوية عندما يشعرون بتحسن وعدم الإفراط في تناولها.

درجات من السُمية

أكدت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، رئيس قسم البكتيريا بقصر العيني وخبيرة التغذية، أن في الآونة الأخيرة بدأت الأفراد في تناول المضادات الحيوية لتحصين الذات والوقاية من الوباء الحالي، مشيرة إلى أن كورونا عبارة عن فيروس وليس بكتيريا. 
 

وأضافت عبدالوهاب في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24" أن استخدام المضادات الحيوية بصورة دائمة، يزيد من احتمالية وفرص إصابة الجسم بما يُسمى العدوى البكتيرية فضلًا عن ضعف الجهاز المناعي.
 

وكشفت رئيس قسم البكتيريا أن هناك بعض البدائل الطبيعية التي تغني الأفراد عن تناول المضادات الحيوية أبرزها اتباع نظام غذائي سليم ولايف ستايل صحي يحمي من الأمراض بالإضافة إلى تناول البصل والثوم وطبق السلطة يوميًا. 
ونصحت عبد الوهاب باتباع بعض الإرشادات التي تساعد على تعزيز الجهاز المناعي دون اللجوء إلى المضادات الحيوية أبرزها تناول كوب يوميًا من الكركم واللبن الرايب، ويسمى بـ "اليلو ميلك "فضلًا عن تناول اللب الأبيض الذي يعد كنزًا غذائيًا لاحتوائه على مادتي الزنك والبروتين أكثر من اللحوم والشوكولاتة السوداء، وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية والحصول على قسط كافِ من النوم، بالإضافة إلى الاهتمام بالتهوية الجيدة وعدم الاعتماد على المروحة أو المكيف وتنوع الخضروات للحصول على الفيتامينات اللازمة للجسم.

وناشدت "نهلة" المواطنين بضرورة تجنب تناول المضاد الحيوي دون أذن الطبيب، لأن الشخص يرتكب جريمتين الأولى في حق نفسه من خلال ضعف الجهاز المناعي وانتشار الأمراض في جسده والثانية في حق المجتمع من خلال نفاذ كمية الدواء من الأسواق وعدم توفرها لمن يستحقها.

أمراض ترتبط بالمضادات الحيوية

ومن جانبه، قال الدكتور حسين الشورى، استشاري الوبائيات والسكر والكبد والجهاز الهضمي، إن أي دواء في العالم يحتوي على نسبة من السُمية.
وأشار حسين إلى أن جميع الأدوية التي يتم تناولها بها مواد سامة يتخلص الجسم منها أما عن طريق الكلى أو عن طريق الكبد وهناك بعض المواد التي تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي إذ تم الإفراط في تناولها، وأي أدوية من الممكن أن تؤثر على الكلى والكبد مادامت دون ضوابط، مستندًا لآخر إحصاء عن منظمة الصحة العالمية الذي يؤكد أن المضادات الحيوية التي يستخدمها الأفراد بصورة مستمرة "عمال على بطال" تؤدي إلى تغذية فيروس كورونا ماعدا فيتامين سي والزنك، غير ذلك أن باقي الفيتامينات تنشط الفيروس وليس لها أية لازمة.

وأضاف استشاري الوبائيات في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24" أن هناك بعض الأفراد الذين يعتقدون أن تناول المضادات الحيوية يساعد في القضاء على الفيروس ولكن العكس صحيح، تناولها يساعد على تغذية الفيروس، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأدوية والمضادات الحيوية التي تؤثر في الوحدة الأساسية للكلى التي تُسمى "النيفرون" - وحدة الترشيح للكلى البشرية، وتتمثل مهمتها في تنظيم تركيز الماء والمواد القابلة للذوبان عن طريق تصفية الدم- وعند تلفها لا تستطيع الكلى القيام بوظائفها بصورة جيدة ومن هنا يُسبب التسمم، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي.
وهناك بعض الأمراض التي تلحق بالكلى بسبب تناول المضادات الحيوية الكثيرة دون فائدة أبرزها الالتهاب الكبدي المنتشر في مصر بنسبة 24%، والتهاب الأنسجة الضامة في الكلى وارتفاع ضغط الدم الذي يمثل 10 % من مشاكل الكلى، والإصابة بمرض السكري 13%. 
حذر الشورى أيضا من تناول المُسكنات والعقاقير المستخدمة في علاج الأمراض الروماتيزمية التي لا يكاد يخلو منزل منها ويتعاطاها الأفراد لكل طارئ، بدءًا من الصداع مرورًا بألم المفاصل وصولًا للمغص الكلوي، مؤكدًا أن هذه الأدوية بمثابة قنبلة موقوتة.

تابع مواقعنا