سيبهم يموتوا.. قصة أسرة تركت 4 أطفال في الشارع بالمنوفية (صور)
فوجئ أهالي مركز تلا بالمنوفية مساء أمس بوجود 4 أطفال أكبرهم سنًا في الصف الرابع الابتدائي والأصغر عمره عام ونصف، موجودين في الشارع، دون أهل ودون سند يصارعون قسوة قلوب ذويهم، ومصيرًا مظلمًا في انتظارهم، خاصة أن الطفل الصغير مريض قلب.
الأب وأسرة الأم رفضوا تسلم الأطفال
وأكد أحد شهود العيان، لـ "القاهرة 24"، أنهم تواصلوا مع الأب المنفصل عن الزوجة، لكي يأتي ويأخذ أولاده، لكن كان الرد صادمًا ورفض الحضور لأخذ الأطفال، قائلًا: "سيبهم يموتوا"، مضيفًا أنهم تواصلوا مع أسرة الأم ليحضروا ويتسلموا الأبناء وكان الرد لا يختلف عن رد الأب، ليؤكد الجد أنه ليس له أحفاد وأن والدهم تسلمهم بقرار محكمة.
تحرك المسئولين بمحافظة المنوفية لإنقاذ الأطفال
وتواصل الموجودون سريعًا مع عدد من المسئولين لإنقاذ الأطفال وخصوصًا الطفل الصغير الذي يعاني من مشكلات في القلب، ليوجه محمد موسى، نائب محافظ المنوفية، كلًا من رئيس مركز ومدينة تلا ووكيل وزارة التضامن بالمنوفية بالتحرك وإنقاذ الأطفال واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لحمايتهم.
وأكد شاهد العيان أن الطفل دخل المستشفى بعدما تطوع أحد أهالي الخير بإحضار شقيقته لتكون مرافقة لطفل ترعاه، وسط حسرة من جميع الموجودين على قسوة قلوب الزوج والزوجة، فيما استضاف أحد الأهالي باقي الأطفال في بيته؛ حتى الصباح لتسليمهم لمديرية التضامن الاجتماعي.
وتابع: “وصلت قوة من مركز شرطة تلا للمكان وحاولت تسليم الأطفال لأسرة الزوجة لرعايتهم، ولكنهم رفضوا ذلك، ووعد الأهالي الموجودون من أبناء القرية الأسرة بتحمل مصروفات إعاشتهم، في حال أن الأم تسلمتهم، ولكن الجد رفض ذلك وصمم على عدم تسلمهم”.
وأصدرت اليوم مديرية التضامن بالمنوفية بيانًا، بتدخل سريع، بشأن ما تم تداوله عن وجود 4 أبناء بالشارع بإحدى قرى مركز تلا أصغرهم عام ونصف يعاني من ظروف صحية، وفور التداول كلفت مديرية التضامن التدخل السريع وأطفال بلا مأوى، ومدير الإدارة الاجتماعية بتلا بسرعة التدخل للوقوف على أسباب وجود الأطفال بالشارع، كما تم التنسيق مع مديرية الصحة بشأن الطفل المريض.
وأوضحت المديرية أنها رفعت درجة الاستعداد بدور الرعاية لاستقبال الأبناء حال رفض الأسرة تسلمهم، لكن انتهى الأمر باستلام الأم الأطفال وكتابة إقرار بحسن رعايتهم، وشدد البيان على أنه سيتم عمل بحث اجتماعي ميداني، ومتابعة الأسرة للوقوف على أسباب وجود الأبناء بالشارع، وتقديم جميع أوجه الدعم النفسي والمادي واستقرار أوضاع الأسرة والمساعدة في رعاية الأبناء في بيتهم الطبيعي للم شمل الأسرة.
وتعهد أهالي القرية بتوفير مبلغ مالي بشكل شهري للأسرة ومن ضمن المتطوعين جمعية تنمية المجتمع المحلي بكفر صناديد ولجنة الزكاة وأهل الخير من شباب كفر محمد التابعة لمركز تلا، حتى يتسنى للأطفال العيش مع والدتهم، وعدم تركهم مرة أخرى في الشارع.
