" مُلكًا مُضاعًا لم تحافظ عليه مثل الرجال".. هل فرط أبو عبد الله في الأندلس بتلك البساطة؟
تحل اليوم 7 أغسطس، ذكرى توقيع اتفاقية بين الملك أبو عبد الله محمد الثانى عشر، الشهير بـ "أبي عبد الله الصغير" آخر ملوك المسلمين في الأندلس، وبين ملك القشتاليين، حيث باع أبو عبد الله له كل أملاكه في الأندلس ثم غادرها، ويشتهر أنه عندما هم أبو عبد الله بالرحيل، وقف بحصانه ونظر خلفه على قلعته، فقالت له أمه عائشة الحرة، بيت اشتهر بعد ذلك وأصبح ملازم لتلك الواقعة، وهو "ابكِ مثل النساء مُلكًا مُضاعا.. لم تحافظ عليه مثل الرجالَ" لكن هل فرط أبو عبد الله الصغير في الحكم بتلك البساطة؟
تقول الأخبار المنقولة عن تلك الحقبة بأن المدينة دافعت عن وجودها وسيادتها ببسالة، وظهرت العديد من الحركات التي قادت مقاومات شرسة ضد الأعداء، منهم التي كانت بقيادة موسى بن أبي غسان، ظلت غرناطة وأهلها يقاومون الحصار على مدار سبعة أشهر، لكن قوتهم أخذت بالتهالك والتراجع بسبب ضعف الإمكانات مع وجود الحصار الذي قطع عليهم الإمدادات، ومع اقبال الشتاء وتساقط الجليد، قطع عنهم الطريق التي كانت تجلب لهم من خلالها الطعام، فكثر الجوع والحنق بين الناس.
اضطر أبو عبد الله في الأخير التسليم، برضا واتفاق العامة، مقابل أن يضمن لهم ذلك الأمان والسلم، ويقال أن شروط تلك المعاهدة كانت نحو 67 شرطًا، منها إبقاء المسلمين في ديارهم، واحترام عقيدتهم، وإبقاء المساجد كما كانت، والأوقاف، والحفاظ على أموالهم وتجاراتهم، وألا يولي على مسلم مسيحي أو يهودي.
لم يلتزم الملوك الإسبان بتلك البنود بالطبع، وبعد التسليم أخذت محاكم التفتيش تنتشر في كل مكان، وزادت عمليات القتل والسرقة والتهجير ضد المسلمين في كل مكان، وكانت واحدة من أبشع عمليات التطهير العرقي والخيانة ونقض العهود في التاريخ.