لماذا تضاء الشموع أمام أيقونة السيدة العذراء مريم والقديسين.. وإلى ماذا ترمز؟
«ولع لي شمعة وصلي لي».. كلمات يربط حروفها روحانيات يتعلق بها الأقباط فمنها البركة وإليها تتم الدعوة للزائرين، ولا تخلو أي كنيسة أو دير من الشموع.
وما من كنيسة إلا وتستخدم الشموع كوسيلة من وسائل الإضاءة، وأيضًا في أوقات الصلوات والتراتيل والتسابيح فأغلب كنائس أوروبا تستخدم الشموع، وأيضًا في كل كنائس الشرق وخاصة الكنائس الأرثوذكسية تكثر استخدامات الشموع لما فيها من معان روحية وعقائدية.
وحسب العقيدة المسيحية، تعبر الشمعة تعبيرًا تصويريًا دقيقًا عن وقفة العابد أمام الله فهي تظهر هادئة ساكنة وديعة، وقلبها يشتعل اشتعالًا بنار ملتهبة تحرق جسمها البارد الصلب، فتذيبه إذابة، وتسكبه من فوهتها دموعًا تنحدر متلاحقة تاركة خلفها هالة من نور، يسعد بها كل من تأمل فيها أو سار على هداها.
وحسب العقيدة القبطية فتستخدم الشموع أيضا عند طلب تحقيق أمنية أمام صورة لإحدى القديسين، وأيضا يستخدمه العديد من الأقباط في العديد من المناسبات مثل إحياء ذكرى شهداء الكنيسة في جميع العصور للتعبير عن حزنهم لرحيل شهدائهم.
والجدير بالذكر أن استخدام الشموع لا علاقة له بالنهار أو الليل أو وجود الكهرباء أو غيره.. فهناك العديد من الفوائد الروحية الأخرى حسب المعتقد الكنسي ومنها:
أن الشمعة مادة كثيفة ليس من خاصيتها إعطاء النور، ولكن عند تلامسها مع النار تضيء وتستمر مضيئة إلى أن تنتهي. كمثل المؤمن الذي من ذاته ليس فيه صلاح من ذاته حسب مزمور 5:51.
الشمعة تحترق وتذوب لكي تعطي نورًا للآخرين، وهي بهذا تعطينا فكرة عن المؤمن الذي يبذل ذاته في سبيل خدمة الآخرين على السواء دون تمييز، وفي صمت وهدوء حسب إنجيل متى 13:5.
وفي الكنيسة القبطية تستخدم الشمعة في مناسبات عديدة مختلفة مثل: وقت التناول والمعمودية والإكليل اي سر الزيجة «الزواج» وذلك إشارة إلى روح الفرح والبهجة بهذه المناسبة المباركة.
وأيضا أمام صور القديسين والشهداء تظهر الشموع واضحة؛ تكريمًا لهما باعتبارهما أشخاصًا قدموا حياتهم لإنارة الناس في الإيمان المسيحي.