المشروع الإعلامي العربي !
كتبنـا كثيرا أننا بصدد عالم جديد يتشكل، وأن الأمم ذات العقول كلٌ يبنى أطروحته أو مشروعه الذى يتقدم به للشراكة والندية، أو لتشكيل مركز ثقل استراتيجي وسياسي واقتصادي وثقافي يخصه.
القوى الناعمة باتت في تحد مستمر في ظل الاعلام الرقمي المتصاعد، والذي يعدُّ هذا التخصص من التخصصات الجديدة، وقد طرح في عدد من الجامعات العالمية في أوروبا وأمريكا وفي عدد من الدول العربية وجاء طرح هذا التخصص لحاجة السوق العالمية والعربية لخريجين متخصصين في مجال الإعلام الالكتروني، بعد أن أصبح هو المسيطر على السوق الإعلامية وبعد تحول العديد من الصحف العالمية من صحف ورقية إلى صحف الكترونية وازدياد الاعتماد على الإعلام الالكتروني، من قبل محطات التلفزة والمحطات الإذاعية في مختلف دول العالم وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي بصورة غير مسبوقة.
وانطلاقا نؤكد على أن هناك صِنفَان من التفكير؛ إما انفعال زائف وإما استخدام لملكة العقل التي وهبها الله الإنسان، وصِنفَان من التعاطي مع التحديات ومعالجة القضايا ؛ إما تكَيُف مع المُتاح مهما نَدُر، وإما انطلاق بالعقل فى رحاب ما تتمناه الشعوب، صِنفَان من المقاربة مع الاقتصاد الرقمي.. إما شراكة في العَوَزِ، وإما كونه تَحَدى إنماء وخَلقا لإتاحة الفرص.
في مائدة مستديرة في ابوظبي، سوف يجتمع المختصون بالشأن الإعلامي خلال نوفمبر من العام الجديد، للبت – فيما اعتبره - إدارة للنظام الإنساني الجديد، حول هذه المائدة يحددون مشروعات أو أطروحات واضحة، تتفاعل وتقدم حيثيات شراكتها أو قيادتها أو نديتها في النظام الإعلامي العالمي، سواء موضوعات الاتصال الرقمي والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والإبداع في القطاع الإعلامي، حيث أنه حدث فريد من نوعه في المنطقة، إذ يشمل مؤتمرا ومعرضا لمتخصصين في قطاع صناعة الإعلام، ويتيح فرصا لمؤسسات الإعلام المختلفة لبحث الشراكات وسبل التعاون في تعزيز آليات تطوير رسائل الإعلام الحضارية والإنسانية الهادفة إلى خدمة البشرية وضمان سعادتها وتنمية المجتمعات عبر محتوى رصين وموثوق ذي مصداقية عالية.
وتعد "الفكرة" انتفاضة مهمة ومنصة ملهمة للتعرف على واقع صناعة الإعلام في المنطقة والعالم وبلورة رؤية استشرافية لمستقبل هذه الصناعة التي باتت محفزا رئيسيا للتنمية المستدامة في المجتمعات، كما أنها تمثل منصة مثالية للشركات العالمية الراغبة بالدخول إلى أسواق صناعة الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
إذا نحن بصدد مشروع اعلامي عربي – قد يعيد رسم ملامح كل ثقل ويعيد لنا ريادتنا الإعلامية، نحتاج إلي من يقود سفينة الوعي العربي دون ان نترك مواطنينا في حالة من "التيه" و" فوضى التطبيقات الغربية"، نحتاج إلي تبني "نمطا فكريا" محدد الأطر والاتفاق علي "إعلام شريف" يلتف حوله الجميع، واجهاض أي مخططات لإضعاف الإعلام العربي.
الصورة "المقصوصة" سلاح، الفيديوهات "المجتزئة" عبر وسائل التواصل سلاح، المقولات "الناقصة" للحقيقة سلاح، قد يكون أكثر فتكا وأسهل طريقة من اطلاق صاروخ هوك أو عابر للقارات ثمن الواحد أكثر من مليون دولار.
لذا أكد علي إنه إذا أدركنا حجم هذه الإشكالية الجديدة التى تساهم فى تسطيح وتشويه وإغواء ثقافة الإنسان العربي وكشف سواءات اعلامنا سوف يؤدي إلي العودة إلي طريق " التنوير"، الشراكة تحتاج إلى عقول تُبدِع وسواعد تكتب وتعي وتُنتِج.. رغم نوافذ إعلامية تافهة منتشرة، إلا انني أؤمن بأن كل بيئة معوجة قابلة للصلاح والتغيير.. وأقولها لكم ستصلح وستتغير.