الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى رحيل سميح القاسم.. حكاية اليد والقلم في شعر المقاومة

سميح القاسم ومحمود
ثقافة
سميح القاسم ومحمود درويش
الخميس 19/أغسطس/2021 - 04:08 م

 تحل اليوم، الذكرى السابعة لوفاة سميح القاسم شاعر العروبة والانتفاضة، والثورة الفلسطينية، والذي توفى في 19 أغسطس الموافق 2014، ويعد القاسم من أشهر وأهم الشعراء العرب ‏في عصره، من حيث تنوع شعره وصوره التركيبية وثراءه الفني، وقضيته الفلسطينية التي انصب عليها ‏أهم ما كتب من شعر، والتي تحدث عنها في كل مكان حتى وفاته.‏
الجنود في المعركة يتلاحمون سويًا، وسميح القاسم ومحمود درويش جمعتهم معركة ضارية أمام المحتل ‏الإسرائيلي، خاضوها بالأقلام، أمام بنادق وطائرات العدو، فنشأت بينهم صداقة وعلاقة تشابك وتضافر ‏للأفكار والذوات، تشابهت حياتهم في معظمها، تعرف على درويش في حيفا، وبدأت منذ حينها علاقة ‏قوية متينة لم تنتهي سوى برحيل درويش، والذي رحل للمفارقة في أغسطس أيضًا.‏


رحل درويش عن فلسطين، وخاض رحلة طويلة بين المنافي المتعددة، لكن لم تنقطع المراسلات ولا أحاديث ‏الصداقة بينهما، «مد إلى يدك النحيلة عبر المتوسط، لا تكترث بحاملا الطائرات والطرادات الصاروخية فهي ‏منهمكة بلحم طفلة عربية من ليبيا آمنت بأن رأس الدوتشي موسليني لا تصلح قمرًا للصحراء»، يقول سميح ‏القاسم لدرويش أنه لن يمنعه شيء من أن يمد يده، لا المسافة ولا حاملات الطائرات ولا العدو ولا أي أحد.‏
ويرد درويش « يا سميح، يا سفير قلبي إلى الشجر كله، لماذا اشعر بكل هذه العطش. والعطش الذى لا ‏يرويه غير امتصاص قطرة من الماء على جناح قبرة عندكم ؟ ولماذا يتجمد الزمن عند السنين الأولى ‏لينفتح السهل أمامى في امتداد لا ينهيه حتى البحر، وأرى جنود نابليون في حقولي عاجزين عن اقتحام ‏القلعة على السور.. الذي حولته شركات السياحة الاسرائيلية إلى سوق تجارية وملاه لليل طوليل؟».‏


وأَنتَ رَحَلْتَ، رَحَلْتَ.. رثاء سميح القاسم لـ محمود درويش‏


عندما مات درويش هال الخبر سميح القاسم، فقد كان فقده لـ محمود درويش بمثابة فقد نصفه الآخر، فقد ‏الجسد لأعضائه الحيوية، افتقار واحة للعشب، فرثاه بقصيدة حزينة يلومه فيها على الرحيل، ويقول فيها:‏
تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني
ووزرِ حياتي
وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ،
أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيدًا.. لماذا؟
وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقًا،
وآثَرتَ حُزني مَلاذا
أجبني. أجبني.. لماذا؟.‏
ـــــــــــــــــــــــــــ
عَصَافيرُنا يا صَديقي تطيرُ بِلا أَجنحهْ
وأَحلامُنا يا رَفيقي تَطيرُ بِلا مِرْوَحَهْ
تَطيرُ على شَرَكِ الماءِ والنَّار. والنَّارِ والماءِ.‏
مَا مِن مكانٍ تحطُّ عليهِ.. سوى المذبَحَهْ
وتَنسى مناقيرَها في تُرابِ القُبورِ الجماعيَّةِ.. الحَبُّ والحُبُّ
أَرضٌ مُحَرَّمَةٌ يا صَديقي
وتَنفَرِطُ المسْبَحَهْ
هو الخوفُ والموتُ في الخوفِ. والأمنُ في الموتِ
لا أمْنَ في مجلِسِ الأَمنِ يا صاحبي. مجلسُ الأمنِ
أرضٌ مُحايدَةٌ يا رفيقي
ونحنُ عذابُ الدروبِ
وسخطُ الجِهاتِ
ونحنُ غُبارُ الشُّعوبِ
وعَجْزُ اللُّغاتِ
وبَعضُ الصَّلاةِ
على مَا يُتاحُ مِنَ الأَضرِحَهْ
وفي الموتِ تكبُرُ أرتالُ إخوتنا الطارئينْ
وأعدائِنا الطارئينْ
ويزدَحمُ الطقسُ بالمترَفين الذينْ
يُحبّونَنا مَيِّتينْ
ولكنْ يُحبُّونَنَا يا صديقي
بِكُلِّ الشُّكُوكِ وكُلِّ اليَقينْ
وهاجَرْتَ حُزنًا. إلى باطلِ الحقِّ هاجَرْتَ
مِن باطلِ الباطِلِ
ومِن بابل بابلٍ
إلى بابلٍ بابلِ
ومِن تافِهٍ قاتلٍ
إلى تافِهٍ جاهِلِ
ومِن مُجرمٍ غاصِبٍ
إلى مُتخَمٍ قاتلِ
ومِن مفترٍ سافلٍ
إلى مُدَّعٍ فاشِلِ
ومِن زائِلٍ زائِلٍ
إلى زائِلٍ زائِلِ
وماذا وَجَدْتَ هُناكْ
سِوى مَا سِوايَ
وماذا وَجّدْتَ
سِوى مَا سِواكْ؟
أَخي دَعْكَ مِن هذه المسألَهْ
تُحِبُّ أخي.. وأُحِبُّ أَخاكْ
وأَنتَ رَحَلْتَ. رَحَلْتَ.‏
ولم أبْقَ كالسَّيفِ فردًا. وما أنا سَيفٌ ولا سُنبُلَهْ
وَلا وَردةٌ في يَميني.. وَلا قُنبُلَهْ
لأنّي قَدِمْتُ إلى الأرضِ قبلكَ،
صِرْتُ بما قَدَّرَ اللهُ. صِرْتُ
أنا أوَّلَ الأسئلَهْ
إذنْ.. فَلْتَكُنْ خَاتَمَ الأسئِلَهْ
لَعّلَّ الإجاباتِ تَستَصْغِرُ المشكلَهْ
وَتَستَدْرِجُ البدءَ بالبَسمَلَهْ
إلى أوَّلِ النّورِ في نَفَقِ المعضِلَهْ.‏

تابع مواقعنا