مدير ترميم الآثار: أنهينا 95% من الأعمال الأثرية بالمتحف الكبير.. وهذا سبب نقل مركب الملك خوفو من أهرامات الجيزة│ حوار
منذ بداية العمل في المتحف المصري الكبير، وتعكف وزارة السياحة والآثار على اختيار فريق ترميم للقطع الأثرية بمختلف المعامل قبل وضعها في سيناريو العرض المتحفي، حيث يضم المتحف الكثير من المعامل المتخصصة في ترميم جميع القطع الأثرية بمختلف أنواعها منها، القطع الحجرية، الخشبية، الذهبية وغيرها، ومن أشهر القطع الأثرية التي تم ترميمها قطع توت عنخ آمون من حيث الخشب، الذهب، والألباستر، إضافة إلى البدء في ترميم مركب الملك خوفو الأول، عقب وصوله خلال الأيام الماضية من منطقة أهرامات الجيزة.
القاهرة 24 حاور الدكتور عيسى زيدان، المدير العام التنفيذي للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، لكشف كواليس ترميم مركب خوفو الأول والثاني والفرق بينهما.
وإلى نص الحوار..
- حدثنا عن غرض نقل مركب الملك خوفو من منطقة أهرامات الجيزة إلى المتحف المصري الكبير؟
نقل مركب الملك من منطقة أهرامات الجيزة فِكرة غير وليدة اللحظة، لكن يتم التخطيط لها منذ عام 2002، والغرض من نقله، هو القضاء على التشويه البصري للضلع الجنوبي من الهرم الأكبر، وهو وأحد من أهم الآثار الموجودة على مستوى العالم للملك خوفو.
- هل كانت هناك مخاوف بسبب عملية نقل المركب؟
نعم، في البداية الجميع كان يشعر بالقلق التام بسبب النقل، لأن المركب تعتبر أكبر أثر عضوي على مستوى العالم، وكان هناك أفكار عديدة قبل نقل المركب وطُرحت عِدة أراء منها، هل يتم تفكيك الأثر؟ أم هل يتم نقله قطعة واحدة؟
- متى تم اتخاذ القرار لنقل المركب قطعة واحدة؟
عام 2019، جاءت الفكرة لنقل المركب قطعة واحدة، وعرض اللواء عاطف مفتاح، المُشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المُحيطة به والدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، الفِكرة على الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووجّه الرئيس بتنفيذ الفكرة بعد دراستها جيدًا.
- حدثنا عن قرار اللجنة الدائمة للمجلس الأعلى للآثار لنقل مركب خوفو؟
اللجنة الدائمة قررت نقل المركب قطعة واحدة، لكن باستثناء فك أجزاء منها وهي: المجاديف، المقدمة، والمؤخرة، وتم التعامل مع المركب من قبل مُرممي المتحف المصري الكبير، وتم التوثيق العلمي للمركب بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة ومنها: الماسح الليزري ثلاثي الأبعاد، X-ray، راديو- جرافيك، التصوير الفوتوغرافي، وتصوير الفيديو.
- ما هو أكبر تحدٍ في عملية نقل مركب خوفو الأول؟
قبل عملية النقل تم تعقيم المركب بالكامل، وتغليف المركب يعتبر تحدٍ كبير جدًا، وذلك يعود بسبب طوله الذي يصل إلى 43 متر قطعة واحدة، وذلك يعتبر أول مرة في التاريخ.
- ما الفرق بين مركب خوفو الأول ومركب خوفو الثاني؟
المركب الأول والثاني مُتشابهين بنسبة 90%، لكن هناك فرق بسيط جد وهو عدد المجاديف في المركب الأولى 12 مُجداف، أما عدد المجاديف في المركب الثانية 52 مجداف بالحجم الطبيعي، بالإضافة إلى 8 مجاديف للتوجيه.
والمركب الأولى تتكون من 1224 قطعة، والثانية تتكون من 1700 قطعة أثرية.
-كيف حافظ القدماء المصريون على خشب المركب؟
بيئة الحفظ الجيد منذ آلاف السنين وبيئة الغلق للحفرة التي تم اكتشاف المركب داخلها، حافظ على المركب بشكل جيد جدًا، وذلك بمثال كالتالي: عندما حدث تسريبا للهواء والمياه وارتفاع دراجات الحرارة والرطوبة، ساءت حالة المركب الثانية، لكن تم التعاون معها وترميمها مع الجانب الياباني.
- كم يستغرق المركب الأول والثاني وقتًا من حيث الترميم؟
ترميم المركب الثاني يستغرق من 4 إلى 5 سنوات لتجميعها وتركيبها، نظرًا لسوء حالتها وتفكيكها.
أما ترميم المركب الأول التي تم نقله خلال الأيام الماضية يستغرق نحو 5 أشهر، وذلك لتركيب بعض الأجزاء التي تم فكها خلال عملية النقل، وأيضًا ترميم بعض أجزاء المركب التي تحتاج.
- حدثنا عن مواصفات العربة الذكية المستخدمة في عملية نقل المركب الأول؟
العربة الذكية عملية شائقة جدًا، وسببها أن العربة الذكية أثبتت قُدرتها على الصعود وتخطي الصُعوبات في الأوزان، وتسير في خُطى ثابته جدًا، والسرعة لا تتجاوز 600 متر في الساعة حتى وصلت بأمان، وقمنا باختيار بلجيكا لصناعة العربة من خلال البحث عن الشركات العالمية والمُتخصصة لنقل الأحمال الثقيلة، فوجدنا أن بلجيكا بها أكبر الشركات العالمية لصناعة العربات الذكية.
- هل تم الانتهاء من جميع الأعمال الأثرية في المتحف المصري الكبير؟
أنهينا 95% من جميع الأعمال الأثرية بالمتحف المصري الكبير، ونسبة الأعمال في البهو والدرج العظيم وصلت إلى 100%، وتم تثبيت جميع القطع بشكل تام، وما زال العمل حتى ننتهي من باقي الأعمال داخل قاعة الملك توت عنخ آمون.