سودانيون تحت رحمة الفيضان.. مشاهد مرعبة من ولاية سنار |خاص
لحظات من القلق والرعب والخوف عاشها أهل السودان في الفترة الأخيرة؛ بسبب ارتفاع مناسيب نهر النيل الأزرق والأبيض ونتج عنها سيول وفيضانات أدت إلى تدمير المنازل وتشريد الأهالي وارتفاع عدد الضحايا.
«القاهرة 24» تواصلت مع مجموعة من السودانيين داخل «ولاية سنار» لمعرفة آخر تطورات الوضع الحالي.
«سنار» ولاية سودانية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد بين خطي عرض 12:5 و14:7 وخطي طول 32:58 شمالًا و35:42 شرقًا في وسط الحزام الطيني.
صعوبة نقل البضائع والأدوية
قال الشاب السوداني عثمان محجوب: «أنا الآن متواجد في «سنار» وهناك بعض الأضرار التي ضربت الممتلكات من خلال انقطاع الطريق القومي الذي يربط بين مدينتي «سنجة» و«الدمازين»؛ بسبب الأمطار والسيول والفيضانات في منطقة تُسمى بخور القعرة.
وأضاف لـ القاهرة 24: «أصبح المواطنون يعيشون في لحظات من الرعب ويعانون من صعوبة في نقل البضائع والأدوية والمستهلكات الضرورية بين المنطقتين».
خسائر في الممتلكات والأرواح
وتابع السوداني، ولاية سنار تشهد أمطار غزيرة وسيول وفيضانات؛ تسببت في الأضرار البالغة وزيادة عدد ضحايا بالبلاد وخسائر في الممتلكات والأرواح.
وأشار إلى أن هناك بعض الأسر التي تركت منازلها وتشردت بسبب الفيضانات؛ داعيًا الله أن تستقر الأوضاع ويصبح الحال على ما يُرام.
«توتي» الأكثر ضررًا
لم تختلف معاناة ريان عبدالشافي عن سابقها، فقالت: منسوب المياه عالٍ، لدينا في السودان منطقة تُسمى توتي وتقع بين النيل الأزرق والأبيض وتتوسط المدن الثلاث المكونة للعاصمة الخرطوم؛ وهي: أم درمان، الخرطوم، بحري، وتعتبر هذه المنطقة أكثر الأماكن ضررًا من الفيضانات؛ لأنه يُدمر المنازل ويشرد الجماعات القاطنة به.
الخوف من الأمطار
وترى ريان أن الأوضاع إلى حد ما مستقرة لكن في حالة هطول أمطار غزيرة سيصبح الوضع أكثر خطورة؛ مؤكدة أن هناك بعض الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل الحكومة الولائية والاتحادية.
عدم احترام إثيوبيا للاتفاقات
من جانبه يروي معاذ يوسف المشهد في ولاية سنار لـ القاهرة 24، ويقول الآن بعد العام الثاني للتوالي لملء سد النهضة دون التنسيق الزمني مع مصر والسودان تدفق النيل يُشكل لنا زيادة في معدل مناسيب النيل.
وأشار إلى أن ذلك تسبب في تضرر بعد المناطق التي يقطناها المواطنين على ضفاف النيل لأن إثيوبيا لم تحترم مصر والسودان في الاتفاقيات السابقة 1929-1959.
الخريف مغتصب الشوارع
يحكي أحمد صلاح أن هناك سدًا في ولاية «سنار» يُغلق في فترات معينة من العام لحجز المياه، مشيرًا إلى أن منطقة سنجة من أكثر المناطق المتضررة بالسيول والفياضانات.
وأضاف لـ القاهرة24 أن فترة الخريف بالسودان غالبًا ما تشهد هدم المنازل بسبب السيول والأمطار واصفًا إياه بمغتصب الشوارع.
600 مليون متر مكعب
وأفادت لجنة الفيضان التابعة لوزارة الري والموارد المائية السودانية بأن مناسيب النيل في الخرطوم اقتربت من مستوى الفيضان، وذلك بعد أن تجاوز إيراد النيل الأزرق عند محطة الديم على الحدود السودانية الإثيوبية 600 مليون متر مكعب.
وقالت اللجنة إنه من المتوقع ارتفاع مناسيب النيل بنحو 30 سنتيمترًا خلال الساعات المقبلة.
ويشهد السودان فيضانات وسيولًا في كل موسم خريف، تؤدي إلى إتلاف ملايين المنازل وتدمير وسائل سبل العيش.
12 ولاية سودانية
وبحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة، فإن السيول والفيضانات أثرت على 12 ولاية سودانية من بين ولايات السودان الـ18، وتضررت من جرائها قرى وطرق ومؤسسات وأملاك خاصة في كل من الجزيرة والنيل الأزرق والقضارف والخرطوم وشمال كردفان والشمالية ونهر النيل وسنار وجنوب دارفور وجنوب كردفان وغرب دارفور والنيل الأبيض.