أشهد
• لو كنت طبيب أو على صلة قرابة من شخص مريض تم حجزه قبل كده في مستشفى أكيد هيكون مر قدامك المشهد اللي بيحصل أحيانًا في غرف العناية المركزة في بعض الحالات المرضية لما بيضطر الدكاترة وطاقهم التمريض إنهم يحاوطوا كف إيد الشخص العيان من فوق ومن تحت بـ إتنين "جاونتي" فيهم ميه دافية عشان تقلل قدر الإمكان الانتفاخ أو التورمات أو التقرحات اللي ممكن تحصل!.. إجراء معتاد ومنتشر.. بس بدايته كانت من فين؟.. الغريب إن البداية ماكانتش طبية بتاتًا، وكانت من زمان جدًّا بالصدفة في البرازيل!.. اللي حصل إن "سوزانا" الممرضة البرازيلة اللي بتشتغل في مستشفى بسيطة صغيرة في مدينة فقيرة صغيرة فوجئت في يوم إن وصل للمستشفى عندهم حالة متأخرة لراجل كبير في السن فوق الـ 80 سنة وبيعاني من غيبوبة.. حسب كلام معظم الدكاترة إن أيام الراجل في الحياة معدودة، و"سوزانا" كانت هي المشرفة المباشرة على حالته.. ييجي الدكتور الصبح يبص على الراجل بصة إعتيادية سريعة ويكمل باقي جولته على باقي المرضى وتكمل "سوزانا" متابعته طول اليوم لحد نهاية الوردية بتاعتها.. "سوزانا" كانت شخصية صعبة شويتين تلاتة بسبب بعض المواقف الحياتية الشخصية اللي مرت بيها.. خيانة حبيبها الأولاني ليها ثم قلة أدب حبيبها التاني معاها وإستغلاله ليها حسسوها إن صنف الرجالة ده مالوش أمان على طول الخط وإنك مهما عملتي معاهم عمرك ما هتلاقي راجل مستقيم ووفي يصلح إنه يكون زوج زى ما الكتاب بيقول.. التجربتين سدوا نِفسها عن الحب وسنينه.. بقت قوية في ردودها.. عنيفة.. ممكن تشتم حد قال لها كلمة ماتعجبهاش!.. الفكرة إن القسوة بتاعتها دي امتدت وبقت تشمل كل تعاملاتها مع كل الناس مش بس الرجالة أو اللي يحاولوا إنهم يجروا ناعم!.. يعني بقى طبيعي إنها تزعق للبقال الكبير في السن وهي بتشتري منه لمجرد بس إنه أخرها دقيقتين!.. عادي إنها تدخل في خناقة مع زميلتها المحترمة في المستشفى عشان ضحكت بصوت هي حست إنه عالي شوية!.. تضرب واحد في الأتوبيس اللي بتركبه وهي مروحة عشان شافته قاعد وجنبه ست كبيرة واقفة والبارد مش راضي يقف عشان يقعدها!.. يا ست طب إنتي مالك؟.. لأ أهو هو كده.. إنتي هتصلحي الكون يعني؟.. آه.. شخصيتها الصعبة خلّت فيه نفور تدريجي منها شوية بشوية من كل اللي حواليها.. بدل ما حد يفكر هي ليه وصلت للمرحلة دي أو يحاول يحل أو يقرب وجهات النظر بقى الأسهل إن كل واحد يقول للتاني لا يا عم دي ست شرانية والبُعد عنها غنيمة.. للأسف بقت "سوزانا" وحيدة.. عانت من مرارة الوحدة بكل درجاتها، ووحدتها خلتها أكتر تمسكًا بقسوتها.. عشان كده برضه كان من ضمن الكلام اللي بيقتال عليها من وراها في المستشفى إن الله يكون في عون المريض اللي حظه التعيس خلاّه في رعاية "سوزانا" دي.. رغم إن الراجل أساسًا في غيبوبة وبيفوق ربع ساعة كل كام يوم بس كان الكل مشفقين عليه إنه هيتعامل أو هيشوف "سوزانا" في الكام دقيقة اللي عينه بتفتح فيهم.. على الناحية التانية "سوزانا" كانت مستغربة إيه الراجل اللي مفيش أى حد من قرايبه جه يزوره ولو مرة واحدة ده.. والراجل كل فترة كان بيخرف وبينطق إسم واحدة واضح إنها بنته أو مراته قبل ما يغرق في غيبوبته من تاني.. بدافع الحنية اللي جواها واللي محدش كلف خاطره عشان يكشف عنها؛ كانت "سوزانا" خلال الوردية بتاعتها تقعد جنب الراجل وتمسك إيده وتضغط عليها جامد!.. قد إيه؟.. بالساعات دون ملل ولا زهق.. كانت شايفة إن ده بيقدمله نوع من الدعم المعنوي إن فيه حد جنبك أهو.. كانت أزمتها بس في الوقت اللي هي بتخلص فيه شغلها وبتمشي!.. هي عايزة إحساس الراجل بالدفا يستمر ويكمل!.. جابت جوانتي وحطت فيه ميه دافية وبقت تربطه فوق إيده لما تمشي وتدَخل صوابع الجوانتي بين صوابع الراجل كإنهم كفين حاضنين بعض!.. الموضوع استمر أكتر من شهر وكل اللي في المستشفى عرفوا بُعد جديد في شخصية زميلتهم اللي قلبها الجامد الظاهري كان مخبي جواه حنية مالهاش حدود، وشافوا حنيتها تاني لما مات المريض وهي إنهارت في البكاء عليه كإنه من أهلها.
• في السبعينيات السيدة الأمريكية "لورا شولتز" من ولايه فلوريدا كان عندها 63 سنة.. كانت عايشة في مزرعة مع أسرتها وأحفادها.. "لورا" أثارت دهشة العالم كله لما رفعت مؤخرة عربية موديل "بويك" التقيلة عشان تنقذ دراع حفيدها من تحت العربية مع إن عمرها ما رفعت أوزان قبل كده!.. معظم وكالات الأنباء العالمية جريت عليها عشان يسألوها إزاي وإنتي سنك كبير ووزنك مش رشيق وبالتالي برضه أكيد مفاصلك مش هتكون في أفضل حالاتها قدرتي تعملي الحركة دي وجبتي القدرة الخارقة دي منين!.. "لورا" كان ردها الثابت اللي معندهاش غيره إن منظر حفيدها وهو بيعاني تحت الكاوتش هو اللي فجّر جواها الطاقة الغير منطقية دي!.. من ضمن المهتمين بالموضوع ده واحد متخصص بالتطوير وتنمية الشخصية اسمه "تشارلز جافيلد" راح يقابلها فلقاها حزينة ومكتئبة وده وضع لا يتناسب مع اللي لسه عاملاه يعني فقعد يتودد ليها وسألها عن سبب حزنها فقالت إن اللي مزعلها إنها عملت ده في السن ده مع إنها كانت فاكراها حاجة مستحيلة وده معناه إن حياتها كلها ضاعت لإنها ماحققتش حاجات كتير عشان برضه كانت فاكراها مستحيلة.. تمام تمام.. حتى مع شوية الزعل اللي صابوا "لورا" بسبب اللي قالته بس ده لا ينفي إن اللي حصل كان بوابة عشان نتأكد من معلومة محدش محتاج عليها تأكيد وهي إن الست في أى سن وتحت أى ظرف قوية.
• من 7 سنين وتحديدًا في سنة 2014 عملوا تجربة في مستشفى "أيما" في الصين عشان يخلّوا الرجالة يجربوا آلام مخاض الولادة اللي بيحس بيها الستات وهما بيولدوا!.. فكرة مجنونة ماتفهمش إيه سبب إطلاقها من الأساس طبعًا مع الاعتراف بجمال هدفها.. تم اختيار 10 رجالة عشان يقوموا بالتجربة وتم مراعاة إن يكونوا من اللي أجسامهم قوية ومتجسمة ورياضية زى ما بيقول الكتاب.. التجربة كانت عبارة عن تعريض الراجل لـ سلسلة من الموجات الكهربائية المتتالية في منطقة الحوض والبطن والضهر شبيهة بنسبة 70% باللي بتحس بيه الست.. خد بالك 70% بس وده أقصى اللي قدروا يوفروه من خلال الأجهزة.. طب والنتيجة؟.. ولولة وصراخ وتوسل بإنهاء التجربة فورًا لعدم قدرت الرجالة اللي خضعوا ليها على استمرارها أكتر من 30 ثانية.. الموضوع كان له صدى عالمي مش بسيط ووصل رسالة مهمة إننا لما بنتكلم عن قوة تحمل الستات في أمر زى الولادة فإحنا بنتكلم عن حاجة مايقدرش على 70% منها الرجالة!.
• تحت تأثير التجربة اللي فاتت وبعدها بـ سنتين تقريبًا وتحديدًا في 2016 فيه مخرج شاب اسمه "نور لملوم" قرر يكرر التجربة في مصر على 3 شباب رجالة.. صينين مين يا عم وبتاع إحنا برضه المصريين وإيه يعني حتة تجربة لا راحت ولا جت أكيد هندوس يعني وولا هيفرق معانا.. والنتيجة؟.. كانت هي هي اللي حصلت بره بالظبط.. نفس الصريخ والولولة والتوسل رغم فتحة الصدر اللي كانت من الشباب في الأول إنهم هيستحملوا وبتاع.. بس لأ.. القوة النسائية كسبت للمرة التانية زى ما بتكسب دايمًا.
• نتكلم علم؟.. من الناحية العلمية وبالحساب هتعرف إن الدورة الشهرية بتبدأ عند البنات تقريبًا في سن 14 سنة -(وأوقات قبل)- وبتخلص تقريبًا في سن الـ 54.. يعني 40 سنة.. كل سنة 12 شهر.. يعني متوسط 480 دورة خلال العمر.. مدة كل دورة من 4 لـ 6 أيام.. يعني تقريبًا من 1920 لـ 2880 يوم.. الأيام دي بـ = من 5 سنين ونصف لـ 8 سنين نزيف متواصل ده غير الألم النفسي والجسدي اللي بيكونوا مصاحبين للفترة دي.. وبيستحملوا!.
• من كام يوم كان فيه تويتة كاتبها طالب مصري في جامعة ما بيحمد ربنا إن والدته مثقفة وبتعرف تتكلم لغات عشان كانت بتساعده في مذاكرة المواد بتاعته اللي معظمها معتمد على لغات تانية، وبيحمد ربنا كمان مرة إن والدته ماكانتش زي باقي الأمهات اللي كل إنجازاتهم في الدنيا من وجهة نظره إنهم بيعرفوا يطبخوا محشي أو يعملوا أكلة حلوة لولادهم وإن مفهومهم عن الثقافة مقتصر على إنها ست بيت شاطرة ولا لأ!.. الشطر الأول في التويتة مافيهوش أى مشكلة لكن الأزمة كلها في الشطر التاني اللي فيه كم تهجم مش مبرر ولا له لزوم!.. انت فخور بـ ثقافة والدتك ده حقك بس مش من حقك تقلل من أمهات غيرك!.. الرد جاله من تعليق عبقري لشاب تاني قال له إن كل أم بتسعى بأقصى ما عندها إنها تخلي ولادها أحسن ولاد في الدنيا.. فيه اللي بتعمل ده من خلال التربية الصح ليهم حتى لو ظروفهم المادية مش قد كده، وفيه اللي بتعمل ده من خلال إنها بتشتغل أى شغلانة متاحة عشان تساهم في تعليمهم وماتخليش ناقصهم حاجة، وفيه اللي بتعمل ده من خلال الدعم المادي والثقافي لكنها بتنسي تربي، زى والدتك كده.
• الكلام عن المرأة مش هيخلص.. لما بنتكلم عن المرأة إحنا بنتكلم عن القوة الممزوجة بالحنية.. مفيش بنت حوا ضعيفة، وفي نفس الوقت مفيش بنت حوا مش حنينة.. قسوتها إن وجدت بيكون سببها تجارب سابقة اتعلمت منها.. لما بتحب حد بتشتري حبها بالدنيا وما فيها، ولما بتتقفل من حد مش هترجع تفتح لها قلبها لو الدنيا كلها طلبت منها كده.. اللي بيفكر في المرأة إنها مجرد "جسم" من المنطق برضه إننا نبص لرجولته إنها مجرد "إسم".. بصمة بنت حوا سايبة أثرها في كل راجل سواء كـ أم أو بنت أو زوجة أو أخت أو جدة.. كل الحواديت بتبتدي وتنتهي عند بنت حوا، وكل الجروح إتداوت بيها.. فيه مقولة بتقول: (علموا أولادكم أن الأنثى وطن وأن حب الوطن لا يخان).