الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كيف أدار بيبرس المعركة وسحق المغول في عين جالوت؟

لوحة تعبيرية
ثقافة
لوحة تعبيرية
الجمعة 03/سبتمبر/2021 - 06:35 م

تمر اليوم ذكرى إحدى المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، والتي ألحقت أول هزيمة كبرى للمغول وكسرت شوكتهم بعدما طغوا في البلدان الإسلامية، وقتلوا الخليفة العباسي، وهي معركة عين جالوت، والتي وقعت في 3 سبتمبر عام  1260، بين جيش مصر بقيادة المماليك وجيش التتار المغولي.

بعد سقوط بغداد توجهت الجيوش المغولية بقيادة هولاكو إلى الجزيرة، فأخذوا في طريقهم آمد، وميافارقين، وماردين، وحران، والرها، وسروج، وجميع حصون الجزيرة تقريبًا، ثم انطلق هولاكو إلى حلب فاستولى عليها، وكانت بداية إقحام المماليك في الأمر، باستنجاد الملك الناصر صاحب حلب بهم لمواجهة المماليك، فعبر المغول الفرات وهاجموا حلب، وأرسلوا للملك الناصر يطالبونه بالتسليم لكنه رفض، وقال حسب كتاب جهاد المماليك، ليس عندنا لكم إلا السيف.

بعد دخولهم حلب دمروا قلاعها وحاصروها ومحوا آثارها ومساجدها واستباحوها 5 أيام، وأخذوا منها 100 ألف من النساء والأطفال كأسرى، مما زاد رعب الكثير من الأمراء المسلمين الذيم راحوا يتوافدون على حلب لإعلان الولاء والطاعة لهولاكو، خرج بعدها الملك الناصر من دمشق قاصدًا غزة، وقام أعيانها بتسليم مفتاحها لهولاكو واعطوه الهدايا، وأعلنوا الطاعة له، هرب بعد ذلك الملك الناصر الأيوبي تجاه مصر ليحتمي بها، لكنه عدل عن رأيه في آخر لحظة، واتجه للبرية، فقبض عليه التتار، وسلم لهولاكو الذي سجنه عنده حتى هزيمة عين جالوت فقتله.

التوجه نحو مصر وتعامل قطز الذكي مع الأمر

بعد سقوط كل حصون الشام والجزيرة، انفتح الطريق نحو مصر، والتي تعد واحدة من أكبر وأشد القوى العسكرية في ذلك الوقت، وكان فتحها عند التتار يعد فتحًا للقارة ككل، وستنمو تجارتهم بالاستفادة من موقعها الهام، في الوقت نفسه عمل قطز على توحيد الصف استعدادًا للمواجهة الكبرى، فقرر العفو عن جميع المماليك البحرية، على رأسهم بيبرس، فضمن بعودتهم تنامي قوته العسكرية أكثر وأكثر، بالإضافة إلى ربح قائد عظيم كـ ركن الدين بيبرس.

طلب قطز إلى الشيخ الإمام العز بن عبد السلام فتوى، تسمح له بفرض ضرائب على الشعب لدعم الجيش ماليًا، لا سيما أن الدولة كانت تعاني من أزمة اقتصادية وقتها، واشترط العز بن عبد السلام أن يبيع الأمراء والوزراء ما يملكونه من ذهب ومقتنيات، وبعدها يؤخذ من مال العامة، فجمع في النهاية ما يقرب من 600 ألف دينار.

تحركت قوات الجيش المملوكي تحت قيادة ركن الدين بيبرس، تجاه فلسطين، وضربوا هناك الحامية المغولية وقضوا عليها تمامًا، وكانت بداية موفقة حمست جنود المسلمين على المواصلة دون رهبة، سار الجيش بعد ذلك إلى عين جالوت، في تلك الأثناء بلغ بيبرس مكتوبًا من داخل مواقع التتار، تخبره بنقاط الضعف والقوة، والأعداد، منها أن ميمنه التتار أقوى بكثير من الميسرة.

وفي 3 سبتمبر 1260 مع أول ضوء في اليوم، التقى الجيشان، وبدأ النزال الحاسم، وكانت الضربة القاضية من بيبرس، بأن علم أن عدد جيشه يضاعف جيش المغول، فأظهر لهم المقدمة فقط، وأخفى بقية الجيش خلف التلال، فلما رأى قائد المغول كتبغا قلتهم، هاجم بكل فوته فاستدرجه بيبرس الذي أوحى له بالانسحاب، وفجأة وجد الجيش المغولي نفسه محاصرًا من كافة الاتجاهات من قبل قوات المسلمين، ودار القتال العنيف بين الطرفين، استمر ساعات طوال، حتى كتب الله النصر للمسلمين، وتحقق لهم بعد سحق قوات التتار.

تابع مواقعنا