دكتور المُر حلو بزيادة.. حكاية طبيب الغلابة الجديد في الشرقية | صور وفيديو
لله عباد اختصهم بقضاء حوائج الناس، يؤثرون الخير ويحبون ما يُقربهم لله، ومنهم الدكتور السيد المر عرف منذ بداية طريقه أن الطب رسالة قبل أن يكون مهنة، وأحب رسالته تلك التي تجعل له طريقًا في الخير، وفي سبيل ذلك لم يشترط ثمنًا للكشف على المرضى بعيادته، فمن شاء فليدفع ومن شاء فليكشف ويأخذ العلاج والتحاليل والأشعة بالمجان، وما دون الكشف مساهمةً من بعض الأطباء وأصحاب مراكز الأشعة والتحاليل والصيدليات، رفاق الدكتورسيد المر في طريق الخير.
الدكتور السيد المر، استشاري أمراض الباطنة والكبد بمستشفيات جامعة الزقازيق، يعرفه القاصي والداني بطيبته وعلمه وتفوقه وحبه للخير، سلك طريق الطب قبل أكثر من عشرين عامًا، لكن طريق الخير وحبه عرف طريقه إلى قلبه قبل ذلك بسنوات؛ إذ كان والده صديقًا للدكتور صلاح عطية، مؤسس جامعة الأزهر في قرية تفهنا الأشراف التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ليلتقط الشاب اليافع آنذاك مُلهمات الخير ويقتدي بالرجل في سبيل تجارة مع الله لن تبور.
تخرج الدكتور السيد المر في كلية الطب متميزًا كعادة كل ما يفعله، وعلى الرغم من اسم العائلة المعروف بوجود ثلاثة أطباء مشهود لهم بالكفاءة والتاريخ الطيب، إلا أنه لم يكُن يود فتح عيادة خاصة، قبل أن يتبدل رأيه ويخرج على النصيحة التي كان يسمعها دومًا في الكلية بأن الطيب تُعرف قيمته من قيمة كشفه، وإذا ما كان الكشف بسيطًا فلن يأت إليه أحد، لكنه الدكتور السيد المر كسر كل القواعد والأعراف ليُعلن عن إتاحة الكشف دون مقابل لمن لا يقدر ولمن لا يُريد أن يدفع، ليرفع بذلك الكُلفة والخرج عن كل مرضاه، حتى أنه بات يُسارع في إصدار فرمانات بعدم أخذ النقود من المريض أو المريضة، وبين هذا وذاك ميثاق ثابت يقتضي بألا يتم أخذ ثمن الكشف قبل توقيعه مهما كانت الظروف، وحين يُغادر المريض حجرة الكشف يفاجأ بأن المال لا قيمة له في هذا المكان، وأن من كشف عليه لا يعنيه من الدنيا سوى تأدية رسالته في الحفاظ على أرواح الناس وبيان علتهم عسىٰ أن يجعله الله سببًا في الشفاء والتشخيص والعلاج.
بناية شاهقة تواجه مسجدًا يُعرف باسم القدس الشريف، على بُعد خطوات من موقف المنصورة بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، ذاك المكان الذي يحتضن عيادة الدكتور السيد المر، ذو الاسم المخالف تمامًا لصفاته وابتسامته المنطبعة دومًا في هيئته تبعث الطمأنينة في نفس كل من يراه أو يتعامل معه، حتى أن الكثيرون من رواد المكان يسترسلون دومًا في وصفه وبراعته وأن الله قد جعله سببًا يومًا ما في اكتشاف إصابة أحدهم بالمرض الخبيث، أو إنقاذ حياة آخر، ومداوة ثالث فقد اثنين من أبنائه ولا يزل يواظب على الحضور إلى العيادة وكأنه آتٍ إلى صديقه لا كبيرًا يفحص علاته.
قبل خمس سنوات قدر الله أن يخرج الأمر عن النطاق المحدود ليعلو اسم الدكتور السيد المر محركات البحث؛ كونه أول من يوفر إنترنت ومشروب وكشف بالمجان لمن يريد مهما كانت الأسباب، في بادرة لم يسع إليها الرجل بعدما خرجت الصورة عبر أحد المرضى يومًا ما، لكنه رأى خلال حديثه لـ موقع القاهرة 24 أن ما يخشاه أن يأخذ نصيبه من الأجر في الدنيا، في الوقت الذي يفعل غيره الكثير ويكتفي بأن يكون كل ما يفعل في السر لا العلن، لكن الطبيب عاد وأكد على أن الخير ليس حكرًا على أحد، وأن مصر عامرة دومًا بحب الخير ورواده، قبل أن يشير إلى أمنيته في أن يحذو الكثير نفس الحذو، لكنه بتواضع كبير أكد تعلمه من حديثي التخرج قبل الكبار حب الخير وسلوك مسلكه.
