السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الأمير عبد القادر مؤسس الجزائر.. قاد الثورة وتخلى عنه المغرب

الأمير عبد القادر
ثقافة
الأمير عبد القادر
الإثنين 06/سبتمبر/2021 - 10:18 م

ولد في مثل هذا اليوم 6 سبتمبر من عام 1808 الأمير عبد القادر بن محي الدين، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وقائد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي، ويعد عبد القادر رمزًا من الرموز الجزائرية التي تعبر عن قيمة الوطن، وقيمة دور الفرد القائد، فلم يقبل عبد القادر الخضوع ولا الاستسلام، بل نشر في شعبه روح الرفض، وروح المقاومة والقتال من أجل أن ينالوا حريتهم، وظل عبد القادر يحرك الشعب الجزائري لسنوات طوال، استمرت لبعد موته، لازمت المقاومة حتى نالوا الخلاص، وانتهى الاحتلال.

تعلم الأمير عبد القادر في كتاب بلدته، حيث حفظ فيه القرآن، واعلم الفقه والنحو والبلاغة والعقيدة، والأدب والعروض، انتقل بعد ذللك من بلدته القيطنة، إلى وهران، التي كانت بمنزلة منفى لوالده، وذلك لتأثيره الكبير في الناس، والتفافهم حوله، في منطقة معسكر، لكن استغل عبد القادر هذا المنفى من أجل أن يزيد من معارفه، ويطور من علمه وقدراته.

تمكن الأمير عبد القادر من زيارة تونس ومصر ومكة ودمشق وهو صغير، بعدما اصطحبه والده معه في رحلة الحج عقب الإفراج عنه في 1825، كما دخل المسجد الأموي بدمشق وجلس في حلقات الدروس هناك.

وصل الاحتلال الفرنسي إلى الجزائر في عام 1830، وتم عقد اتفاقية بين الدولة العثمانية وواليها، وفرنسا، انسحب الوالي تاركًا بمقتضاها الجزائر تحت أيدي الاحتلال، اجتمع الناس حول عديد من الشخصيات الوطنية البارزة، منهم محي الدين، والد الأمير عبد القادر، حيث التف الناس حوله وطالبوه بأن يصبح قائد البلاد، وزعيم الشعب في وجه الاحتلال، وقد كان، وبدأت الحرب عليه من قبل الفرنسيين والتضييق عليه حتى لا يستطيع فعل أي شيء، وظل يقاوم لمدة عامين، حتى أصابه المرض.

مبايعة الأمير عبد القادر ومقاومته للاحتلال

بايع الناس الأمير عبد القادر، بعد مرض محي الدين، وذلك في عام 1832، وأصبح هو الحاكم ورئيس الجزائر وقائد المقاومة، حقق في بداية حكمه انتصارات كبيرة، جعلت فرنسا تتقدم بمعاهدة، بموجبها يتم الاعتراف به كأمير على عدة أماكن، لكن في المقابل يعترف هو بسلطة فرنسا على مدن الجزائر ومستغانم ووهران، وتم توقيع تلك المعادة في يونيو 1838.

من بنودها ترك الحروب والخصومات بين الفرنسيين والعرب، يصير احترام ديانة الإسلام، يلزم رد الأسرى بين الفريقين، تلتزم العرب بإرجاع كل من يفر إليهم من المعسكر الفرنسي، ويسلم الفرنسيون كل من يفر إليهم من بلاد الأمير، وغيرها من البنود التي أخلت بها فرنسا بعد ذلك واحتلت الرمالة إحدى البلاد الواقعة تحت حكم الأمير عبد القادر عام 1843.

لجأ الأمير عبد القادر إلى المغرب من أجل طلب العون والاحتماء بها من الاحتلال، لكن السلطات الفرنسية أقنعت الأمير عبد الرحمن بن هاشم أمير مراكش بطرد الأمير عبد القادر من البلاد، فعاد إلى الجزائر واستكمل رحلة المقاومة، ونجح في تحقيق انتصارات عديدة.

في عام 1847، بعد اشتداد الحصار على عبد القادر من الفرنسيين والمغاربة، اضطر للتسليم وتم توقيع اتفاقية تقتضي أن يترك البلاد هو ودميع عائلته ويتجه إلى عكا أو الإسكندرية، لكن في الأخير وجهت السفينة التي كان فيها إلى طولون، وتم احتجازه فيها، ثم نقلل إلى أورليان، وظل فيها 4 سنوات، وفي عهد نابليون الثالث، نال العفو بعد لقاء جمعهما، وسافر بعدها إلى القسطنطينية، 1853، ومكث فيها إلى أن انتقل إلى دمشق 1856، وظل فيها، يدرس الفقه والتصوف وعلوم الدين، ويكتب  النثر والشعر، حتى توفي في مايو عام 1883.

تابع مواقعنا