لماذا أُطلق على السلطان عبد الحميد الثاني لقب السلطان الأحمر؟
حلت أمس الثلاثاء، ذكرى تتويج السلطان عبد الحميد الثاني، على عرش الخلافة الإسلامية، في 7 سبتمبر عام 1876، ليصبح السلطان العثماني الرابع والثلاثون، بعد خلع أخيه مراد الذي لم يكمل أشهر قليلة في حكم البلاد، واتسمت فترة حكم عبد الحميد باللغط الكثير، والتباين حول ما إذا كان نجح في مهمته أم فشل، وعرفت فترة حكمه بأنها فترة انهيار الخلافة العثمانية وسقوطها لاحقا للأبد.
حاز عبد الحميد العديد من الألقاب، لعل أشهرها ما أطلقه عليه الغرب «السلطان الأحمر»، وكانت الصحف الأوروبية تعامله بسخرية دائمة، وتقلل من شأنه، ويرجع السبب في ذلك إلى عدة مواقف في فترة حكمه، أدت إلى إطلاق ذلك اللقب عليه، فقد ارتكبت في عهده العديد من أعمال العنف والاستبداد، جعلت صورته عند الغربيين ملطخة بالدماء.
السلطان الأحمر.. هل أحداث الأرمن وارتكاب المذابح الجماعية السبب؟
وأهم الأحداث التي دعت إلى إطلاق لقب السلطان الأحمر عليه، الأحداث التي عرفت بمذابح الأرمن والتي وقعت في عام 1894 وحتى عام 1896، وهي أعمال عنف ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الأرمن الأتراك، وكانت شبه إبادة جماعية، انطلقت تلك المجازر في منطقة ساسون، في جنوب أرمينيا، وارتكزت الحكومة التركية على مقاومة الأرمن للسلطات، وارتكابهم أمور خارجة عن نظام السلطنة، وأنهم يحاولون الانقلاب على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.
زادت المظاهرات في تلك الفترة من الأرمن، والتي نددت بحكم عبد الحميد الثاني، وكانت الاحتجاجات في كل مكان، وكان رد الشرطة عنيف بحق الأرمن، بين قتل واحتجاز، وزادت أعمال القتل في طرابزون، وأشهر حادثة وقعت كانت حرق الكاتدرائية الأرمنية، التي كان بداخلها نحو 3000 أرمني يحتمون بها، ولقوا جميعًا حتفهم بداخلها.
خلال المظاهرات استولى الأرمن على البنك العثماني، وسط تجمع الآلاف حوله، وردت الشرطة بأن قتلت نحو 4000 أرمني في ثلاثة أيام بسبب تلك الواقعة، وغيرها من الوقائع التي حدثت في عهد عبد الحميد الثاني، مثل سجن السياسيين وأحكام الإعدام على العديد من المعارضين مثل حادثة قتل مدحت باشا، الذي نفي إلى الطائف، وقتل هناك خنقًا على يد واليها، فهل ترى عزيزي القارئ أنه استحق لقب السلطان الأحمر؟.