ذاكرة الأمثال.. الوش حاجج والطبع متغيرش
تمثل الأمثال ذاكرة تحفظ عادات الشعوب ومُعتقداتهم وما يؤمنون به، فالأمثال ليست مجرد كلام يُقال من أجل اللهو أو التسلية فقط، وهي أحيانا تكون معبرة عن الحياة الاجتماعية والطبقة التي ينتمي إليها قائلوها، ومضارب الأمثال كثيرة ومتنوعة ومن هذه الأمثال: الوش حاجج والطبع متغيرش.
الوشُّ معروف للجميع هو الوجه؛ أي: وجهه عليه علامة الحج والنسك، لكن طبعه لم يتغير، ويوضح أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية، أن هذا المثل جاء على لسان الحيوان، فرووا أن القط حَجَّ مرة، ولما عاد اطمأنت له الفئران، وتواردت عليه للسلام، ولما تقدم كبيرهم إليه رأى في عينه الغدر فَفَرَّ، وأخبرهم بذلك.
يوضح تيمور: يُضرَب المثل للمطبوع على الأذى لا تغيره التوبة ولا التنسك، وفي معنى هذا المثل قول البعض: اللي فينا فينا ولو حجينا وجينا، وفي معناه قول العرب قديما في أمثالها: تحت جلد الضأن قلب الأذؤب.