تحالفات في الغرب وظهور لسيف الإسلام.. هل قادت صفقة انتخابية إلى الإفراج عن الساعدي القذافي؟
أفرجت السلطات الليبية، عن الساعدي القذافي، نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، في خطوة قالت عنها الحكومة إنها تأتي في إطار المصالحة الوطنية، لكن كثيرون ربطوا بين هذه الخطوة وبين ما أثير مؤخرا حول رغبة شقيقه سيف الإسلام القذافي، في الترشح للانتخابات، ما دفع الكثيرون للتساؤل بشأن صفقة انتخابية وما إذا كان من الممكن أن يلعب الساعدي، هو الآخر دورا في الخريطة السياسية الليبية.
ويرى محمد بن طاهر، أستاذ العلوم السياسية الليبي، أنه رغم التحالفات التي تُنسج في الغرب الليبي بين رموز في النظام السابق ورموز محسوبة على ثورة فبراير، إلا أنه من المستبعد نهائيا أن يكون للساعدي القذافي، أي دور في الملعب السياسي الليبي في المرحلة القادمة.
وقال بن طاهر، في تصريحات لـ "القاهرة 24"، إن ظهور سيف الإسلام، ما زال على المحك، ومن غير المؤكد ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية القادمة أم لا، بينما الإفراج عن الساعدي، يأتي في إطار المصالحة الوطنية ليس أكثر، ويقيم في تركيا تحت الإقامة الجبرية، ولن ينخرط في النظام السياسي، وفق قوله.
وأوضح أن التحالفات التي تُرسم خيوطها حاليا في الغرب الليبي، بين رموز محسوبة على فبراير وأخرى محسوبة على سبتمبر، هي محاولة ربما لتكوين صف واحد والخروج بشخصية توافقية بينهما، والتعاون في الانتخابات.
وأكد أن نظام القذافي لن يعود بأي حال من الأحوال، حتى في حالة عودة سيف الإسلام القذافي ورموز سبتمبر، بل سيأتي بشكل جديد، لأن خوض الانتخابات في الأساس هو اعتراف ضمني من هذه الرموز بانتهاء نظام القذافي لأن كتابه الأخضر لم يكن يؤمن بالعملية الانتخابية من الأساس، لذا تُعد مشاركة رموز نظامه هي إدانة واعتراف رسمي بانتهاء نظام القذافي، والعودة بشكل جديد وديمقراطي.
وكانت الحكومة الليبية، قد أفرجت في 6 سبتمبر الجاري، عن الساعدي القذافي، نجل الرئيس الليبي السابق، ثم توجه إلى تركيا على متن طائرة خاصة، وأوضحت الحكومة في بيان، أن هذا الإفراج جاء تنفيذا لأحكام القضاء بعد عامين من قرار الإفراج عنه، مؤكدة التزامها بالإفراج عن جميع السجناء ممن تقضي أوضاعهم القانونية ذلك دون استثناء، آملة أن يصب ذلك في مساء المصالحة الوطنية الشاملة.