عملية معقدة.. كيف يتم التنبؤ بدرجات الحرارة والحالة الجوية؟
علم الأرصاد الجوية من أصعب العلوم وأسهلها في الوقت ذاته حيث يطلق عليه اسم العلوم المائعة نظرًا لأنه مرتبط بالرياح والسحب والأمطار، ولا يتعامل مع الأشياء الجامدة، وتعد عملية التنبؤ بالحالة الجوية ودرجات الحرارة أمر غير مفهوم لدى كثيرين.
وفي هذا الشأن تقول الدكتورة إيمان شاكر، مديرة مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن الهيئة تمتلك 129 محطة لرصد ومتابعة الحالة الجوية في مختلف أنحاء البلاد، مشيرة إلى أنه هذه المحطات ترصد عناصر الطقس السبعة كل ساعة، وهو ما يعني أن لدينا رصدة واقعية لحالة الطقس كل ساعة و24 رصدة على مدار اليوم.
وأوضحت شاكر في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أنه يتم من خلال المقر المركزي لهيئة الأرصاد تجميع كل تلك الرصدات يوميًّا، ويتم توقيعها على خرائط ويقوم المتنبئ الجوي بتحليلها.
وأضافت أن تلك الرصدات، تكون عبارة عن أرقام، ويرسم المتنبئ خطوطًا تفصل بين الكتل الهوائية ما بين مرتفعات جوية ومنخفضات جوية.
وأضافت أن كل كتلة لها خصائص، فعلى سبيل المثال، تأثرت البلاد بكتلة هوائية قادمة من مرتفع جوي من جنوب أوروبا، يعني أن الطقس القادم سيكون لطيفًا، وتنخفض درجات الحرارة، أما لو أثرت على البلاد كتلة هوائية قادمة من شبه الجزيرة العربية، فيعني أن الطقس سيأخذ خصائص هذه الكتلة، وترتفع درجات الحرارة ونسب الرطوبة.
وتابعت: بينما لو كانت الكتلة الهوائية التي تضرب البلاد رطبة، فيعني أننا سنشهد تكون سحب وفرص سقوط أمطار، أما إذا كانت جافة مع سرعات رياح قد يؤدي إلى عواصف ترابية.
رسم الخرائط الجوية
وأشارت الدكتورة إيمان شاكر، إلى أن التنبؤات الجوية شهدت تقدمًا كبيرًا، وهيئة الأرصاد تملك أحدث أنظمة الرصد والتنبؤ عالميًّا، منها النماذج العددية للتنبؤ وهي عبارة عن معادلات رياضية، ويرسم الخبراء خرائط مستقبلية للأيام المقبلة سواء 10 أو 15 يومًا مقبلًا.
وأكدت أنه يتم رسم خرائط الضغط الجوي والأمطار والرياح ودرجات الحرارة، ومن خلال دراستها يتم التنبؤ بحالة الطقس، وكذا استخدام صور الأقمار الصناعية والتي نرصد من خلالها حركة الغلاف الجوي، والسحب وتيارات الهواء النفاثة وتستخدم في عمليات الطيران، فالهيئة مسؤولة عن تأمين سلامة الملاحة البرية والجوية والبحرية، وفي النهاية يتم إصدار النشرة الجوية أو درجات الحرارة.
التنبؤ ثلاثة أنواع
وأوضحت شاكر أن عملية التنبؤ بحالة الطقس لها ثلاثة أنواع: قصير المدى ومتوسط المدى وبعيد المدى، النوع الأول فيكون بين 3: 10 أيام بحد أقصى ويظهر في النشرات والتوقعات التي تصدرها الهيئة يوميًّا.
واستكملت: أمّا التنبؤ متوسط المدى هو عبارة عن توقعات الحالة الجوية لكل فصل على حدة ويستمر لثلاثة أشهر، والنوع الأخير طويل المدى ويكون لفترات أو عقود طويلة.
وتوضح الدكتورة إيمان أن التنبؤ طويل المدى يصدر من خلال الإدارة المركزية للبحث العلمي بالهيئة، ولا تُنشر لعامة المواطنين وإنما تطلع عليها الجهات المعنية لاتخاذ قرارات وإجراءات تناسب الحالة الجوية المتوقعة.