مواقف إنسانية من حياة محمود العربي شهبندر التجار الذي بدأ حياته بـ40 قرشا ووصل للمليارات
يعد رجل الأعمال محمود العربي، الذي توفي يوم الخميس ويقام عزاءه اليوم الأحد، وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات العربي التجارية، من أشهر رجال الأعمال في مصر، وكان أكثرهم شعبية ومحبة من قبل الناس.
توفي رجل الأعمال محمود العربي الذي لقب بشهبندر التجار في مصر، بعد صراع دام 4 أشهر مع المرض، عن عمر ناهز 89 عاما، وشيعت جنازته بعد صلاة الماضية الجمعة، من مسجد «العربي» في قرية «أبو رقبة» مركز أشمون محافظة المنوفية.
مواقف إنسانية من حياة محمود العربي
هناك العديد من المواقف الإنسانية التي رواها الكثير من الأشخاص الذي تعاملوا مع رجل الأعمال الراحل محمود العربي، منها ما حكاه أحد الصحفيين أنه أثناء فترة دراسته بالجامعة، ذهب إلى الحج محمود العربي مع زملاءه، ليطلب منه تمويل مشروع تخرجه الذي كان يكلفه أكثر مما يستطيع، فأخرج الحج محمود العربي شيكا وقال له اكتب المبلغ الذي تريده أنت وزملاءك.
ومن المواقف الأخرى، ما حكاه الزميل محمود العربي، المستشار الإعلامي في اتحاد الغرف التجارية، أنه في مقتبل شبابه مع بداية عمله الصحفي عام 2008 أراد إجراء مقابلة مع الحج محمود العربي لمكانته بين التجار، فهاتفه وقال قاصدا التعريف بنفسه محمود العربي، فرد رجل الأعمال: نعم، أنا محمود العربي، فرد عليه الزميل الصحفي بل أنا محمود العربي وأريد إجراء مقابلة صحفية معك، فضحك رجل الأعمال بصوت مرتفع وقال: أنت اسمك محمود العربي على اسمي؟ تعالي الآن لإجراء المقابلة.
وهناك من المواقف التي تدل على محبة الناس له، يكفي ما شاهده العالم من تشييع جثمانه، الذي حضره عشرات الآلاف وكان محط أنظار وتعجب المجتمع من محبة الناس له وحرصهم على الحضور رغم الجائحة.
ونعى محمود العربي، كل من عرفه أو سمع عنه، ونعاه كل أعضاء الحكومة وشيخ الأزهر وكبار رجال الأعمال والمسؤولين، وشبهه البعض بالراحل المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق الذي عرف عنه السيرة الطيبة للعمل في خدمة الناس.
بداية حياة محمود العربي شهبندر التجار
محمود العربي من مواليد عام 1932، ينتمي إلى أسرة ريفية فقيرة، تعيش في قرية أبو رقبة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، ذاق مرارة الحرمان من الأب وهو صغير السن، وبمجرد بلوغه سن الثالثة، بدأ يتعلم في كتاب القرية، ويحفظ القرآن الكريم. وبداية العربي في التجارة كانت بسيطة للغاية، يحكي عن تلك المرحلة، أنه حينما كان عمره 5 سنوات كان يجمع مبلغ صغير كل سنة، نحو 30 أو40 قرشا، ويعطيهم لأخيه الأكبر ليشتري له بضائع من القاهرة قبيل عيد الفطر.
أول ما تاجر فيه محمود العربي، على حد قوله كان الألعاب نارية والبالونات يقول: «كنت أضعها على مصطبة أمام البيت لأبيعها، وكنت بكسب فيها نحو 15 قرشا، وبعدها أعطي اللي كسبته لأخويا ليشتري لي بضاعة مشابهة لأبيعها في عيد الأضحى»