تعرف على منار الإسكندرية بعيون الرحالة ابن بطوطة
30 عاما قضاها الرحالة المعروف ابن بطوطة، متنقلا بين بلاد العالم، التي مر بها، يشاهد ويتأمل ويسجل ما يشاهده من خلال كتابه: تحْفة النظار في غرائب الأمْصار وعجائب الأسْفار، المعروف برحلات ابن بطوطة، ومن بين ما ذكر ابن بطوطة منار الإسكندرية فاستطاع أن ينقل وصفا دقيقا له.
يقول ابن بطوطة: قصدت المنار في هذه الوجهة فرأيت أحد جوانبه متهدما، وصفته أنه بناء مربع ذاهب في الهواء، وبابه مرتفع على الأرض، وإزاء بابه بناء بقدر ارتفاعه، وضعتْ بينهما ألواح خشب يعْبر عليها إلى بابه، فإذا أزيلتْ لم يكن له سبيل، وداخل الباب موضع لجلوس حارس المنار.
يضيف ابن بطوطة: وداخل المنار بيوت كثيرة، وعرْض الممر بداخله تسعة أشبار، وعرْض الحائط عشرة أشبار، وعرْض المنار من كل جهة من جهاته الأربع مائة وأربعون شبرا، وهو على تل مرتفع، ومسافة ما بينه وبين المدينة فرسخ واحد في بر مستطيل يحيط به البحر من ثلاث جهات إلى أن يتصل البحر بسور البلد، فلا يمكن التوصل إلى المنار في البر إلا من المدينة، وفي هذا البر المتصل بالمنار مقبرة الإسكندرية.
يواصل ابن بطوطة: وقصدْت المنار عند عودتي إلى بلاد المغرب عام خمسين وسبعمائة، فوجدته قد استولى عليه الخراب؛ بحيث لا يمكن دخوله ولا الصعود إلى بابه، وكان الملك الناصر رحمه الله قد شرع في بناء منار مثله بإزائه، فعاقه الموت عن إتمامه.