الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الأسرى الهاربون يتحدثون لأول مرة.. حارس كاد يكتشف خطتهم في اللحظات الأخيرة وحقيقة وشاية فلسطينيين بهم

الأسير يعقوب قادري
سياسة
الأسير يعقوب قادري محاطا بجنود الاحتلال
الأربعاء 15/سبتمبر/2021 - 11:09 م

تساؤلات عديدة يرغب المتابعون في معرفتها عن عملية الهروب المثيرة للإعجاب من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، والتي نفذها 6 أسرى فلسطينيين مثلت صفعة مدوية لمنظومة الأمن الإسرائيلي، بعد حفرهم نفقا أسفل المرحاض كانت نهايته خارج أسوار السجن، ولم يكتشف حراسه أمرهم سوى بعد مرور ساعات على اختفائهم من الزنزانة.

وتحدث الأسرى الذين أعيد اعتقالهم على يد شرطة الاحتلال الإسرائيلي، عبر محاميهم الذين زاروهم اليوم الأربعاء، بأماكن اعتقالهم، ليكشفوا تفاصيلا جديدة عنه عملية الهروب وحقيقة ما نشره الإعلام الإسرائيلي عن وشاية أسرة في بلدة عربية بالمناطق المختلة، باثنين من الأسرى.

ونفذ الأسرى الستة محمود عارضة وزكريا زبيدي ومحمد عارضه ويعقوب قادري وأيهم كممجي ومناضل نفيعات، الهروب يوم الاثنين 6 سبتمبر الجاري، لكن الأربعة الأوائل منهم أعيد اعتقالهم على يد شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما يزال الاثنين الأخيرين طلقاء.

حارس كاد يكتشف أمرهم في اللحظات الأخيرة

كشف الأسير يعقوب قادري، عن تنفيذهم عملية الهروب من جلبوع قبل أسبوع من الموعد المحدد، وذلك بعدما كاد أحد حراس السجن من اكتشاف أمرهم ورؤية النفق الذي حفروه أسفل المرحاض.

ونقلت المحامية حنان خطيب، التي التقت يعقوب قادري، اليوم في محبسه، عنه قوله إن أحد حراس السجن دخل لتركيب البلاط بالزنزانة، وحينها رأى رملا مختلطا بالماء في أرضية الغرفة، فقرر فحص الأمر، فاتخذ الأسرى قرارهم بالفرار في ذات الليلة.

وقال الأسير، إنه تمكن خلال الأيام الخمسة التي قضاها خارج السجن، من زيارة قريته المهجرة "المنسي" الموجودة في جبال الكرمل، مؤكدا أنه لم يكن ينوي التصادم مع أي شخص، وكان يريد فقط حريته التي ليس من حق أحد سلبها من.

متى بدأوا حفر النفق؟

الأسير محمود العارضة، كشف البدء في حفر نفق الحرية الذي قادهم خارج سجن جلبوع، في ديسمبر 2020، واستمر الحفر حتى موعد الهروب، مؤكدا أنهم لم يتلقوا أية مساعدة من أية أسرى آخرين داخل السجن.

وقال حسبما نقلت عنه محاميه رسلان محاجنة، إنه هو المسؤول الأول بالفعل عن التخطيط وتنفيذ عملية الهروب من السجن، مشيرا إلى أنهم كان لديهم راديو خلال عملية الهروب يتابعون من خلاله آخر التطورات.

وذكر أنهم الستة كانوا معا حتى وصلوا إلى قرية الناعورة في إسرائيل، ودخلوا مسجدا ثم تفرقوا في 3 مجموعات، كل اثنين معا، مشيرا إلى عدم تمكنهم من دخول مناطق الضفة الغربية بسبب التشديدات الأمنية الكبيرة.

هل وشى أحد بالأسرى؟

الأسرى الأربعة الذين ألقي القبض عليهم، تم الإمساك بهم على مرتين، بسبب تفرقهم في مجموعات كل اثنين معا، وألقي القبض أولا على الأسيرين محمود عارضة ويعقوب قادري، ثم في اليوم التالي على زكريا الزبيدي ومحمد عارضة.

ونشرت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي وقتها، أن بلاغ من أسرة فلسطينية الأصل بقرية الناصرة هو ما أرشد إلى القبض على الأسيرين محمود ويعقوب، لكن فلسطينيين وقتها رفضوا هذه الرواية.

وفي حديثهما اليوم، تضاربت التصريحات المنقولة عن الأسيرين محمود عارضة ويعقوب قادي، ففيما قال الأول إنهم ألقي القبض عليهم صدفة، بعدما مرت دورية شرطة، قال قادري، إنه كانت هناك وشاية بالفعل من شخصين، وأنه يعرفهما ويعرف وجهيهما، مضيفة أنهما طلبا بالفعل طعاما وماء بغرض التمويه فقط.

أما قصة اعتقال الأسيرين زكريا الزبيدي ومحمد عارضة، فقد كانت صدفة بالفعل وفق ما قاله المحامي خالد محاجنة، محامي محمد، والذي نقل عنه قوله بأنها كانا مختبئان في صندوق شاحنة، وعندما كانت شرطة الاحتلال تنهي البحث في المنطقة التي احتميا فيها، تم اكتشافهما بالصدفة مد أحد عناصر الاحتلال يديه وأمسك بمحمد.

لم يشربا أية شربة ماء طوال 4  أيام

وقال محاميا زكريا الزبيدي ومحمد عارضة، أن الأسيرين لما يشربا أية شربة ماء طوال الأربعة أيام التي قضوها في الخارج، حيث صرح فيلدمان، محامي الزبيدي، بأنهم لم يتناولا الماء طوال فترة تحررهم، وكانا يأكلان ما يجدوه من ثمار الأشجار والبساتين في الخارج سواء التين أو الصبر "التين الشوكي".

وذكر محامي محمد العارضة، أن الأسير كان فرحا للغاية بجولته في أراضي الـ48 وأن ما شاهده في الخارج عوضته عن الـ22 سنة التي قضاها داخل المعتقل، حيث أكل ثمار الصبر لأول مرة منذ 22 عاما من أحد الحقول في سهل مرج ابن عامر، مضيفا أن الأسيرين لو كانا لديهما ماء لتمكنا من الصمود أكثر بالخارج.

وقال فيلدمان، نقلا عن زكريا الزبيدي، إنه ومحمد العارضة، لم يطلبا المساعدة من أي أحد من الأسر الفلسطينية داخل الخط الأخضر، حرصا عليهم من أي عقوبات إسرائيلية بحقهم.

وأكد المحاميان أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اعتدت على الأسيرين بشكل قاس خلال اعتقالهما، وأكد محامي محمد العارضة أنه أصيب في رأسه وفوق عينه اليمنى، بالإضافة إلى جروح كثيرة، ولم يتلق العلاج حتى الآن، فيما أكد محامي الزبيدي، أنه يعاني من الإصابات في جميع أنحاء جسده بسبب الضرب والتنكيل الذي تعرض لها، ونقل إلى المستشفى وأعطي المسكنات فقط.

 

تابع مواقعنا