البادية.. من الأُميِّة للدكتوراه في الآثار الإسلامية.. تعرف على قصة نجاح لبُنى صالح
رحلة بنت العُمدة.. من الأُميِّة للدكتوراه في الآثار الإسلامية.. كيف واجهت لبُنى صالح أزمتها مع التعليم؟
«هنّا صدقت حلمي وبدأت، لا يوم سلّمت ولا استسلمت ووقعت وقومت وإمبارح غير دلوقت، في طريقي مشيت واديني سبقت، من هنّا قررت بعد ما فكرت امشي على الصعب».. هذه الكلمات من أغنية ابن مصر، قد تصف بالفعل بنت البادية بنت العُمدة التي تحدت الأميِّة والظروف التي منعتها بالالتحاق بالتعليم، حتى تفوقت على نفسها ووصلت إلى الدكتوراه في الآثار الإسلامية.
الدكتورة لبُنى صالح عبد المولى سليمان، من عرب قرية المحمودية التابعة لمركز إطسا بالفيوم، وابنة عُمدة القرية الراحل والذي تُوفي مُنذ سنوات، خاضت بنت البادية، رحلة علم صعبة حتى تحررت من الأميَّة إلى الدكتوراه في الآثار الإسلامية، بعد أنِّ كانت رافضة أسرتها التحاق نجلتهم بالتعليم تمامًا، بسبب عادات وتقاليد تعود لسنوات طوال، حيثُ كانت يتخوف أهالي القرية من خروج فتياتهن خارج إطار القرية وقطع مسافات هائلة، فعدم توفر وسائل المواصلات من القرية للمدرسة كان عائقًا أمام لبُنى، حيثُ ولدت في قرية على حدود صحراء وادي الريان.
لم تَكُن الحياة وردية مع بنت البادية، في بداية الأمر، حيثُ تمسكت أسرتها بقرار رفض خروج نجلتهم للتعلم، لكنها لم تستسلم بعد، ولم تيأس رغم هذا الصِعاب، كان لديها أمل أنَّ رغم هذا الصِعاب إلا أنها سوف تلتحق بالتعليم في أي وقت، وتحقق حُلمها التي بات عالقًا في ذهنها.
كان للُبنى، وجهة نظر خاصة وإصرار في الالتحاق بالتعليم، وكان لديها أمل وشعاع نور أنها سوف تحقق حُلمها، حتى سن الـ 12 عام، لم تلتحق لبُنى بالتعليم نهائيًا، ومن حُسن حظ بنت البادية افُتتح أحد فصول محو أمية وتعليم الكبار، في قريتها النائية في عام 1989، وكان طوق نجاة لها من التخلص من الأميَّة، التحقت بفصول محو الأمية، حتى اختبرت وتفوقت وتعلمت القراءة والكتابة وأساسيات التعلم، وتخرجت من فصول محو الأمية في عام 1999، ثم تمكنت من الالتحاق بالشهادة الإعدادية بنظام المنازل، ثم التحقت بالثانوية العامة في قرية قريبة من المحموية وهي الغرق، بتفوق دراسي ومركز أول، بمجموع 97%، إلى أنِّ التحقت بكلية الآثار قسم الإثارالإسلامية جامعة الفيوم في عام 2008، حتى حصلت على الليسانس بتقدير جيد جدًا.
ولم تمل الدكتورة لبُني، فلديها طموحات عِدة، قررت البدء في تسجيل الدراسات العليا، وسجلت بالفعل رسالتي الماجستير والدكتوراه، وفي عام 2017، حصلت على رسالة الماجستير في الآثار الإسلامية من جامعة الفيوم، وفي عام 2021 حصلت على درجة الدكتوراه في أيضًا في الآثار الإسلامية من جامعة الفيوم، بمرتبة الشرف الأولى، وأوصت اللجنة بتبادل الرسالة بالطبع بين الجامعات.