أخفت السادات في منزلها.. تعرف على حكايات من نضال تحية كاريوكا
يحل علينا اليوم ذكرى وفاة من عرف عنها بأنها آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي، ذكرى وفاة الفنانة تحية كاريوكا، التي طورت أسلوبها الخاص الذي اعتمد على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص، وهو الأسلوب الذي تأسست عليه مدرسة كاملة في الرقص الشرقي، في مقابل مدرسة سامية جمال التي لجأت إلى مزج الرقص الشرقي بالرقص الغربي.
رحلت تحية كاريوكا، عن عالمنا منذ 21 عامًا، وعانت في بداية حياتها وتعذبت على يد شقيقها بعد وفاة والدها الذي قيدها بالحديد وحبسها، حتى هربت من الإسماعيلية وهي صبية، وشقت طريقها الفني وعانت في بداياتها كثيرًا حتى حققت الشهرة، بدأت في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل وهي في سن صغيرة، وتعرفت على الراقصة سعاد محاسن، ثم ذهبت إلى بديعة مصابني بعد سفر الراقصة سعاد محاسن إلى الشام، وحينها اكتشفتها الراقصة بديعة مصابني وانضمت إلى فرقتها، وبعد ذلك توجهت إلى السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب الذي قام بمساعدتها وتنميتها ثقافيًا وسياسيًا.
تزوجت تحية كاريوكا 14 مرة، ومع ذلك أكدت ابنة شقيقتها الفنانة الراحلة رجاء الجداوي أنها لم تكن تسمح لرجل أن يمسها إلا في الحلال وبعقد زواج، وكان أول هذه الزيجات من أنطوان عيسى ابن شقيقة بديعة مصابني الذي أسلم وسمى نفسه محمد المهدي، وأشارت الجداوي إلى أن خالتها حرصت على أن تتزوج لترسل قسيمة الزواج لوالدتها التي أقامت عزاء وقالت بدوية ماتت، بعدما اعتقدت أنها انحرفت في طريق الحرام.
تحية كاريوكا والسادات
كانت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا معروفة بمواقفها الوطنية، حيث كان لها نشاط سياسي وثوري منذ عام 1948، نظرًا لمساعدتها الفدائيين، لدرجة أنها كانت تنقل السلاح لهم في سيارتها الخاصة دون خوف، وكان بداخلها إيمان قوي بدورها تجاه بلدها، كما أنها شاركت في المقاومة خلال العدوان السياسي عام 1956م، وتم إلقاء القبض عليها أكثر من مرة.
كما كان للفنانة الراحلة دور كبير مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث قدمت له المساعدة من أجل الهروب من الاحتلال الإنجليزي، قبيل الحرب العالمية الثانية، عندما أخذته إلى الإسماعيلية حتى يختبئ عند إخوتها، وهناك امتهن العديد من المهن وهو متنكر.
عندما منحها الرئيس الراحل جائزة في عيد الفن، أحب أن يذكرها بموقفها، فصافحها وأشاد بوطنيتها وتاريخها النضالي المشرف، وقال لها: فأكرة يا تحية لما خبتينى عند إخواتك في الإسماعيلية لما كنت هربان من السجن؟، فردت: أنت لسه فاكر يا ريس؟ طبعًا دي أيام هايكتبها التاريخ عمري ما هانساها".
توفيت تحية في 20 سبتمبر عام 1999 عن عمر يناهز الـ 80 عامًا إثر تعرضها لجلطة رئوية حادة بعد عودتها من رحله العمرة.
