رئيس مركز معلومات تغير المناخ: المحاصيل الزراعية تأثرت بالتغيرات المناخية.. ومناطق شرق الدلتا معرضة للخطر | حوار
مركز معني بجميع البيانات والمعلومات الخاصة بالمناخ واتجاهاته والإنذار المبكر والتنبؤ بالطقس وتأثيره في الأنشطة الزراعية والمحاصيل والإنتاج الحيواني، توقع أن يكون هذا الخريف محملًا ببعض الأمطار الخريفية المبكرة، ويقدم روشتة للمزارعين لتفادي التغيرات المناخية.
التقت القاهرة 24 الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، ليخبرنا عن حالة الطقس الأيام المقبلة وتأثيره في المحاصيل الزراعية.
وإلى نص الحوار..
ما هي أهداف مركز معلومات تغير المناخ؟
خلال الفترة الأخيرة ومنذ قرابة 18 سنة بدأت هناك تغيرات جوهرية في الطقس؛ لذا بدأت المؤسسات تفكر في دراسة التقلبات الجوية ومعرفة حدودها واتجاهاتها وتأثيراتها ومحاولة الحد من المشكلات والخسائر التي تحدث للقطاع الزراعي بسبب هذه التقلبات؛ ولذلك تم إنشاء مركز معلومات تغير المناخ معني بكل البيانات والمعلومات الخاصة بالمناخ واتجاهاته والإنذار المبكر والتنبؤ بالطقس ومعرفة اتجاهات المناخ التاريخية وكيفية تغيراتها ومعدلات التغير وتأثيراتها على الأنشطة الزراعية والمحاصيل والإنتاج الحيواني
بعد معرفة تلك التقلبات والتغيرات.. ما الدور الذي يعمل عليه المركز؟
بعد معرفة التأثيرات نضع التوصيات والحلول لهذه التأثيرات، فمثلًا هناك بعض الأصناف النباتية لديها حساسية من أمراض معينة في حالة تغير الطقس وازدياد نسبة الرطوبة والحرارة بشكل معين؛ تصبح الظروف مهيأة لظهور مرض ما، في هذه الحالة يتم التوصية بضرورة زراعة أصناف معينة أو تغيرها وتغيير مواعيد الزراعة أو تغيير مناطق زراعتها وكذلك تغيير العمليات والممارسات الزراعية لزيادة مقاومتها وهكذا؛ لأن هذا يُعد من ضمن الإجراءات المهمة.
كان هناك تحذير من الرياح الشمسية.. كيف سيؤثر ذلك في المحاصيل الزراعية؟
علميًا لا توجد هذه الأقاويل؛ ولكن القصة تتلخص أن هناك مظاهر لتغير الطقس الذي تسبب مشكلات في القطاع الزراعي؛ ونحن نحاول تفادي ذلك.
هناك توقعات وسيناريوهات توكد اختفاء عدد من الجزر بسبب التغيرات المناخية وارتفاع سطح البحر.. ما تأثير ذلك على الأراضي الزراعية؟
لديّ مشكلة فيما يخص تغير المناخ في مصر تسمى ارتفاع مستوى سطح البحر.. نحن نتحدث عن سنتيمترات وليس أمتارا أو أمواجا عاتية وارتفاع مستوى سطح البحر يجعل المياه المالحة تتوغل في مناطق في شمال الدلتا فتحدث بعض المشاكل في الأراضي الزراعية وتسبب مشاكل في خصوبتها؛ ما يقلل انتاجيتها؛ فهذه أحد مظاهر ارتفاع مستوى سطح البحر.
ما المناطق المعرضة للخطر؟
مناطق شمال الدلتا هي المعرضة في مصر لهذه المخاطر؛ لأنها مناطق منخفضة فبالتالي تسرب المياه المالحة يجعلها تختلط مع المياه الجوفية وتزيد من نسبة الملوحة، أما بالنسبة للدول فهناك دول صغيرة في المحيط الهادي تُسمى دول جزرية أي الدولة عبارة عن جزيرة وبحكم وجودها في البحر فهي منخفضة، فإذا زاد مستوى سطح البحر بمقدار نصف متر أو متر جميع هذه الدول ستغرق ومن الدول المشهورة سنغافورة أما الدول الصغيرة الأخرى فهي غير مشهورة ولكن عددها كبير للغاية وموجودة في المحيط الهادي بالتحديد.
هل هناك خطة تضعها وزارة الزراعة لمواجهة تلك التحديات؟
بالطبع هناك خطة استراتيجية موضوعة لها محاور ومكونات وأنشطة، تضع في الاعتبار جميع النقاط المهمة مثل إنتاج أصناف محصولية قصيرة العمر عمرها قصير احتياجاتها للمياه اقل مقاومة للأمراض والآفات أي إنتاج محاصيل ضد هذه المشاكل، لذا نعمل على تحديث وتطوير لنظم الري بالتنقيط بدل من الغمر، لإمكانية وضع مركبات معينة في الوقت المناسب للمعاملة السريعة ومواجهة تقلبات الطقس، وهناك استراتيجية تعدها الدولة ذاتها حتى 2050 لتقدم في مؤتمر التغيرات المناخية الدولي.
هل أثرت التغيرات المناخية على إنتاجية بعض الخضراوات والفاكهة وسببت خسائر للمزارعين؟
هناك بعض المحاصيل التي تأثرت سلبًا مثل محاصيل الفاكهة على رأسهم المانجو والزيتون وهناك مشاكل بسيطة لبعض محاصيل الخضروات من خلال قلة الإنتاجية نوعا ما مثل عروة الطماطم ولكنها مشكلة بسيطة جدا لن نتأثر بها على الإطلاق.
من وجهة نظرك هل هناك وعي من الفلاحين قبل التغييرات المناخية؟
بالطبع، بدأ يكون هناك وعي لأن في البداية كنا نعاني من عدم استجابتهم للتوصيات التي ننادي بها، ولكن بعد وجود آثار فعلية وتأثيرات واضحة للتغييرات المناخية تشكل لديهم وعي ولكن ليس الوعي الكافي، فهم يلتزمون ببعض التوصيات وليس جميعها.
في ظل الاستعداد للموسم الشتوي.. ما الروشتة الواجب اتباعها من قبل المزارعين لتفادي الخسائر الزراعية؟
الالتزام بمواعيد زراعة المحاصيل الزراعية الشتوية مثل القمح، الالتزام بالخريطة الصنفية، الالتزام بالتوصيات العاجلة عندما نتوقع أي موجة من موجات الطقس.
ما التوقعات المناخ في الفترة المقبلة؟
نتوقع أن يكون هذا الخريف محملًا ببعض الأمطار الخريفية المبكرة.