هل منحت الثورة الإيرانية بقيادة الخميني الشعب الحرية أم قمعته؟
روح الله الخميني، القائد والسياسي والفقيه الشيعي، قائد الثورة الإيرانية التي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي، ومؤسس الجمهورية الإيرانية، المولود في 24 سبتمبر من العام 1902، أصبح هو بعد الثورة المحرك لكل أمور إيران، وتم استحداث منصب المرشد الأعلى لإيران، بصلاحيات هي الأعلى على مستوى الدولة.
عملت الثورة الإيرانية على محو جميع الآثار التي أحدثتها العائلة البهلوية، من تدخل الأجانب، وتحكم الأجهزة الأمنية بكل مفاصل الدولة، ومعاملة المعارضين بشكل قمعي، كما الغت الثورة الإيرانية المعاهدات، والاتفاقيات، التي رأوها أنها اتفاقيات استعمارية، فرضت على البلاد بغير رضا، ومنهم اتفاقية إيران وأمريكا، عام 1959، ومعاهدة 1921 مع الاتحاد السوفيتي، ألغو منها البنود التي تسمح بتدخل الروس عسكريًا في إيران.
كما ألغت قانون الامتيازات الأجنبية، وقطع جميع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، الغاء معاهدة السنتو العسكرية، طرد 100 الف مستشار عسكري ومدني، السيطرة على السفارة الأمريكية، منع تصدير النفط لأمريكا وإسرائيل وجنوب إفريقيا.
قام المسؤولين في الثورة الإيرانية أيضًا بإجراء استفتاء على نوع النظام الذي سيحكم، وتم اختيار النظام الجمهوري، وانتخب أعضاء مجس خبراء لوضع دستور جديد، وتم الاستفتاء عليه وحاز 16 مليون صوت.
وضع أيضا القائمين على الثورة عدة قوانين، منها حرية العقائد والأفكار، والصحف، ما لم تتعارض مع وجهة نظر مفاهيم الثورة، إعطاء الاستقلال للتلفزيون والراديو، والعمل على تطوير المؤسسات الإعلامية.
محاكمات وقمع وتوجيه التعليم.. الجانب الآخر من الثورة الإيرانية
على الجانب الآخر، لم تعامل الثورة الإيرانية معارضيها بشكل سلمي، بل شكلت المحاكم التي أسموها محاكم ثورية، لتحاكم كل من يعارض الثورة، وكل من انحاز للنظام السابق، أو غيره، وكانت أحكامها شديدة وتصل للإعدام، كما شكلت قوات عسكرية، أطلقوا عليها كتائب حرس الثورة الإسلامية، وكان دورها ردع المعارضين.
أيضًا لم تترك أي معارض أو مشتبه أنه كان منحاز للنظام السابق، في أي منصب، بل عملوا على تصفيتهم من جميع الوظائف على كافة المستويات، ووضعت معايير معينة للموظف الحكومي، حتى يتماشى مع رؤيتهم.
وفي مجالات التعليم والثقافة، غير القائمون على الثورة الإيرانية جميع المناهج واستبدالها بمناهج تتماشى مع أفاكرهم، وإنشاء هيئة رقابية، تنظر في المصنفات المختلفة، حتى لا يصدر أي عمل أدبي أو فكري يشكل تعارضًا مع مفاهيم الحكومة الإيرانية الجديدة.