الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تأتي من مصر.. وصف دقيق من الرحالة ابن بطوطة عن كسوة الكعبة المشرفة

كسوة الكعبة - صورة
ثقافة
كسوة الكعبة - صورة أرشيفية
الإثنين 27/سبتمبر/2021 - 04:03 م

خرج ابن بطوطة في زيارة لبيت الله الحرام، لكنه لم يعد إلى بلاده؛ حيث استهوته الرحلات فقضى 30 عامًا مُتنقلًا ومُرتحلًا بين البلاد يُشاهد ويسمع ويُسجّل بدقة ما يُشاهده وما يسمعه، ويضعه في كتاب بعنوان تُحفة النظار في غرائب الأمْصار وعجائب الأسْفار، المعروف برحلات ابن بطوطة.

ما وصفه ابن بطوطة وسجله بدقة، هو كسوة الكعبة المشرفة، فيقول: في يوم النحر بُعِثَتْ كسوة الكعبة الشريفة من الركب المصري إلى البيت الكريم، فوُضِعَتْ في سطحه، فلما كان اليوم الثالث بعد يوم النحر أخذ الشيبيون في إسبالها على الكعبة الشريفة، وهي كِسوة سوداء حالكة من الحرير مُبطنة بالكتان، وفي أعلاها طراز مكتوب فيه بالبياض: جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا للناس، وفي سائر جهاتها طرز مكتوب بالبياض فيها آيات من القرآن، وعليها نور لائح مُشْرِق من سوادها، ولما كُسِيَتْ شُمِّرَتْ أذيالها صونًا من أيدي الناس.

يضيف ابن بطوطة: الملك الناصر هو الذي يتولى كسوة الكعبة الكريمة، ويبعث مرتبات القاضي والخطيب والأئمة والمؤذنين والفراشين والقومة، وما يَحتاج له الحرم الشريف من الشمع والزيت في كل سنة، وفي هذه الأيام تفتح الكعبة الشريفة في كل يوم للعراقيين والخراسانيين وسواهم ممن يصل مع الركب العراقي، وهم يقيمون بمكة بعد سفر الركبين الشامي والمصري أربعة أيام، فيُكْثِرون فيها الصدقات على المجاورين وغيرهم، ولقد شاهدتهم يطوفون بالحرم ليلا، فمن لقوه في الحرم من المجاورين أو المكيين أَعْطَوْه الفضة والثياب، وكذلك يعطون للمشاهدين الكعبة الشريفة، وربما وجدوا إنسانًا نائمًا، فجعلوا في فيه الذهب والفضة حتى يفيق، ولما قدمت معهم من العراق سنة 28، فعلوا من ذلك كثيرًا، وأكثروا الصدقة حتى رخص الذهب بمكة.

تابع مواقعنا