الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فتيات يروين أزمات وصمهن بـ العوانس.. وخبراء علم نفس واجتماع يعلقون

العنوسة
كايرو لايت
العنوسة
الثلاثاء 28/سبتمبر/2021 - 02:43 م

بين نظرات المجتمع الشامتة وتدهور الظروف الاقتصادية للبلاد، فضلًا عن الشعور بالوحدة والألم، تعيش الفتيات المتأخرات في الزواج حياة قاسية، فمع كل  كلمة سلبية تتلقاها كل فتاة منهن من أهلها وجيرانها، ينعكس أثرها السلبي على نفسيتها، مما يجعلها في معزل نسبي عن المجتمع، وتظهر القصص التي تعكس أوجاعهن كل فترة وأخرى، مع الوضع القاسي الذي يفرضه المجتمع عليهن بسبب تأخر الزواج.

الدكتورة نيڤين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، ذكرت في تصريحاتٍ أمس بعض الإحصائيات الصادمة حول المرأة في مصر، موضحة أن نسبة النساء اللاتي تزوجن قبل بلوغ سن 18 عامًا هن 11%، بينما تبلغ نسبة النساء المتزوجات اللاتي تترواح أعمارهن بين سن 18و 64 عامًا وتعرضن للعنف النفسي من أزواجهن هي 42.5%، و11% من النساء من ذات الشريحة العمرية تم تزويجهن رغمًا عنهن.

وتروي م.أ، خريجة تربية جامعة المنصورة لـ القاهرة 24 مخاوفها من فكرة تأخر الزواج عن الحد المعروف في قريتها قائلة: "عندي 34 سنة، وكلام الناس مبيرحمش، كل أما أروح فرح ألاقي الناس بتبصلي وتقولي عقبالك بشماتة، ونفسيتي بدأت تتعب من الموضوع ده".

وواصلت: أنا شايفة إن الدولة لازم تهيئ فرص عمل لينا، مادام إحنا فرصنا قلت في الزواج، أو تعمل برامج لينا نقدر نمشي حياتنا بيها.

وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن نسب العنوسة في آخر إحصائية عام 2019، حيث بلغ عدد حالات العنوسة إلى 687 ألف حالة من الذكور، و472 ألفًا للإناث.

وأوضح الجهاز أن عدد عقود الزواج وصلت 887315 عقدًا عام 2018، مقابل 912606 عقدًا عام 2017، وذلك بنسبة انخفاض تصل لـ 2.8%.

على صعيدٍ آخر، تعبر و.ج عن استيائها من الحال التي بقيت عليها بعد التخرج، وبسبب أنها مريضة قلب ويتيمة الأبوين، لم تستطع الزواج لعدم امتلاك تكاليفه، قائلة: كل واحد يخبط على بابي يزهدني، وأنا مبقتش عارفة أعمل إيه لحد ما وصلت 45 سنة وأنا لوحدي".

تأثير العنوسة نفسيًا

وعن تأثير العنوسة على نفسية الفتاة، يقول الدكتور محمد هاني أخصائي الصحة النفسية، إن تأخر الزواج يوثر بشكل كبير على نفسية الفتيات بالسلب، خاصةً أن المجتمع يعتبر تأخر الزواج وصمة وعار، كما يرى أن فرص الفتيات في الإرتباط تكون أقل من الفرص المتاحة للشاب، وهذا بدوره من الممكن أن  يزيد من التأثير السلبي على نفسية الفتاة.

وأضاف هاني في حديث خاص لـ القاهرة 24، أن الفراغ العاطفي للفتاة بعد بلوغها سن الزواج من الممكن أن يؤدي بها إلى ارتكاب بعض الجرائم مثل الزنا، أو معايشة بعض المشاعر المتأخرة من المراهقة المتأخرة، فيتلاعب الشباب بها دون دراية منها بفداحة الفعل، موضحًا أن الأهم عندها هو الارتباط بغض النظر عن منشأه الأخلاقي.

الدكتور محمد هاني

كما أوضح أن نظرة المجتمع للمتأخرات في الزواج على أنهن عار، يؤدي إلى اكتئاب الفتيات والوصول بهن إلى درجة صعبة من الوعي النفسي والعاطفي، مشيرًا إلى أن الحل الأمثل هو عدم اهتمام الفتيات بهذا الحديث، وتجنب التعامل مع كل من يهز ثقتهن وسلامهن النفسي.

وواصل الاستشاري النفسي، أن زواج قريناتها من الفتيات في سنٍ أقل منها يوِّلد لديها مشاعر الغيرة، وربما تتطور هذه المشاعر إلى الحسد والحقد عليهن، لذا فإنه ينبه على الأهالي عدم ترك مسافة بينهم وبين ابنتهم المتأخرة في الزواج، كي لا تتدمر نفسيتها، وأن يبذلوا قصارى جهدهم في احتواء مشاعر النقص لديها.

ويختتم الأخصائي حديثه بتوجيه نصيحة للفتيات المتأخرات في الزواج، بأن يولين العمل والتعليم الأهمية الكاملة في حياتهن، وألا يدعن الفرصة للفراغ أن ينغض عليهن معيشتهن، بجانب التقرب إلى صديقاتهن والتودد لهن، مع مراعاة حسن استضافة مشاعر الغربة التي ستشعر بها وسط قريباتها من الفتيات.

العنوسة والمجتمع

فيما تقول الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع، إن من الأسباب المجتمعية المؤدية إلى زيادة نسب تأخر البنات في الزواج في مصر في آخر 10 سنوات، هو المغالاة في متطلبات الزواج والظروف الاقتصادية الصعبة، بينما هناك العديد من الظروف الشخصية التي تحول دون ذلك، مثل رغبة الفتاة في إثبات ذاتها وكيانها، بالإضافة إلى المغالاة في المواصفات المعينة التي تضعها لشريك الحياة.

وواصلت منصور لـ القاهرة 24، أن الطلاق يعد سببًا غير مباشر في ارتفاع نسب تأخر الزواج، وذلك لأنه يسبب للفتاة نوعًا من عدم الإحساس بالأمان مع أي رجل يتقدم لخطبتها، موضحةً أنه في ظل كل المتغيرات التي طرأت على المجتمع المصري في السنوات الأخيرة، يحدث ارتفاع لمعدل نسب تأخر الزواج.

الدكتورة هالة منصور

واقترحت أستاذ علم الاجتماع حلولًا لمواجهة هذه المشكلة مثل: تقليل المغالاة في طلبات الزواج، بالإضافة إلى نشر حالة من الوعي في مفهوم الزواج، وتفعيل مبادرات لتهيئة الزوج والزوجة للمسئولية الزوجية، مما يساهم في تقليل معدلات الطلاق، ويكون الشباب أكثر إقبالًا على الزواج.

تابع مواقعنا