لماذا يعد جمال عبد الناصر الزعيم العربي الأكبر والأكثر تأثيرًا؟
جمال عبد الناصر، رمز مصر الثوري، وقائد ثورة 23 يوليو، صاحب الإنجازات الضخمة، ومؤسس مصر الجديدة، وأحد الملهمين العالميين، الذي تمر اليوم ذكرى رحيله التي توافق 28 سبتمبر من العام 1970، وضع ناصر مصر خلال فترة حكمه على مصاف الدول الناهضة والرائدة، على المستوى العربي، والعالمي، كما رد لهذا الشعب العظيم كرامته وحقوقه التي سلبت منه على مدار أعوام.
اقترن اسم جمال عبد الناصر دائمًا بقضية القومية العربية، والعروبة، والوحدة، ولم تكن تلك الجمل مجرد شعارات، بل كانت خطوات وإجراءات اتخذت على أرض الواقع، كانت الوحدة هي السبيل الوحيد لمقاومة الغرب الطامع، والحفاظ على حقوق الدول العربية، وطرد الاستعمار، فناصر العراق عام 1957، في ثورته على نظام الحكم، وعمل على تحرير السودان، فاتفق مع بريطانيا على تحرير السودان 1958، وكان أول من اعترف بحكومة السودان الجديدة.
كما ساند جمال عبد الناصر ثورة اليمن، بالدعم المعنوي، والمادي، والعسكري، وظل هذا الدعم قائمًا حتى نجحت الثورة اليمنية، وتولت البلاد حكومة ثورية، بعد أن تم القضاء على المتمردين، وأعضاء الثورة المضادة، وقضيته الكبرى كانت فلسطين، فلم ينقطع أبدًا عن محاولاته في إرجاع الوطن المغتصب، وحينما عرضت عليه التسويات من أمريكا وبريطانيا، في مقابل أن يرضى بالواقع، أبى ورفض، ولم يتقبل أن تعود فلسطين إلا كاملة، موحدة، كما عمل على توحيد البلاد العربية على كلمة واحدة، وأن تكون القضايا الكبيرة، مثل قضية فلسطين، أو نهر الأردن، أو محاربة الاستعمار، هي قضايا تخص الأمة العربية بأكملها، وليس الدول التي بها المشكلات، وهذا ما تم في أول مؤتمر قمة للدول العربية، والذي دعا إليه عبد الناصر، وانتهى إلى إنشاء قيادة عربية موحدة.
جمال عبد الناصر ونظرته الاشتراكية
الثورة ليست عمل فردي، بل عمل شعبي.. آمن جمال عبد الناصر بالفكر الاشتراكي، وأن لكل فرد دور، وحق، وبتلك النظرية، استطاع ناصر أن يجعل من مصر بلد صناعي، يعمل وينتج، فـ بحلول عام 1963، زاد انتاج مصر للكهرباء، من 690 مليون جنيه، إلى مليار ونصف، ووصلت صادرات البترول إلى 111 مليون جنيه، وازدهرت في عهده زراعة القطن المصري، حيث سجل عام 1969، أعلى نسبة انتاج للقطن في تاريخ مصر، بـ 10 ملايين و800 ألف قناطر، كما انشأ مصانع الغزل والنسيج بالمحلة، وإسكندرية، وكفر الدوار، وقنا، وأسيوط، وكانت مصر تصدر وقتها الخيوط والأقمشة التي نسجتها مصانعها، بجودة، تعد من الأفضل عالميًا، وغيرها من المصانع التي تخطت الـ 750 مصنعًا، شكل بهم عبد الناصر النواة التي ساعدت المصريين في نهضتهم.
