«موسى».. بوابة جديدة للسينما العربية
بعد مشاهدة دقيقة لفيلم موسى الذي يعرض حاليًّا في دور السينما خرجتُ ممتنة من الأداء الهادئ لطاقم العمل، وأعتبر أن ما قدمه الفيلم هو التمهيد لإنطلاقة جديدة ومختلفة لسلسة أفلام البطل الخارق التي قدمتها السينما العالمية وكثيرًا ما تعلقنا بها في عالمنا العربي.
الفيلم من تأليف وإخراج بيتر ميمي وبطولة كريم محمود عبدالعزيز، إياد نصار، أسماء أبو اليزيد، سارة الشامي، أحمد مالك، وظهور خاص للمبدع الكبير صلاح عبدالله ذي الأداء المميز دائمًا.
وكي أكون منصفة فإن أداء الفنان (كريم محمود عبد العزيز) البسيط والهادئ جعلني أشعر بما مر به (يحيى) وهو بطل العمل من ظروف إنسانية صعبة ومعقدة، وكذلك كانت طريقة الفنان صلاح عبدالله فى تقديم دور الأب صاحب المبدأ الذي ظهر بطريقة خاصة جدا، ومع ظهور إياد نصار لا أعلم لماذا شعرت أن العمل مهم وسيكون له صدى لدى الجمهور، وكذلك الفنان أحمد حاتم ومع ظهوره القصير وربط أحداث فيلم الهرم الرابع مع أحداث موسى كان موفقا، كما أن إختيار ختام الفيلم بظهور أمير كرارة كانت مفاجأة سارة تجعل المشاهد ينتظر على كرسى السينما ويسأل (ها.. وماذا بعد؟؟) في انتظار الجزء الثالث من سلسلة أفلام المستضعفين التي قدمها بيتر ميمي بخلطة عصرية لكنها مصرية خالصة.
إن التجربة الفنية تؤكد أن نجاح أي عمل يجب أن يتوافر له بعض الأدوات المهمة والتي من أبرزها الفكرة، والإخراج، وأداء قوي وإبداعي من طاقم العمل من ممثلين ومعاونين متمكنين وهو ما توافر في (موسى) خاصة وأن بيتر ميمي أحد أهم عوامل النجاح لأي عمل خلال الفترة الماضية.
وهنا فإن الحديث عن بيتر ميمي، الذي أعتبره نجم المرحلة ولا أبالغ، فهو سبب من أسباب تحويل مسار الفن المصري والعربي في الفترة الأخيرة على الصعيد التليفزيوني والسينمائي دون مبالغة، فما يثير إعجابي في أعمال بيتر ميمي هو الثقة التي يشعر بها المشاهد أثناء عرض العمل الذي يحتويك دون أن تشعر، ويجعل المجتمع ينظر بشكل مختلف للشخصية المصرية والعربية القادرة على تحقيق المستحيل، فإذا نظرنا بعمق لما تقدمه السينما في هوليود سوف نجد أن الهدف الحقيقي وراء العمل هو الإيمان بقوة البطل الأمريكي الخارق، ومع مرور الوقت أصبحنا نشعر أنها الحقيقة، وأيضا صورة الجندي والمواطن الأمريكي القادر على تحقيق المستحيل ما جعلنا دون أن نشعر ننسى في بعض الأوقات أن (خير أجناد الأرض هم المصريون).
ولعل البعض قد يتعجب من وصفي للأمر، ولكن الحقيقة كما أقول دائمًا أن الفن أداة خطيرة للسيطرة على العقول والمشاعر كما أنه مرآة لحضارة الشعوب وقدرتها على بناء نظام مجتمعى متطور ومتماسك.
وبعد عرض فيلم موسى وهو الجزء الثاني من سلسلة أفلام تحمل اسم «المستضعفون»، بعد (الهرم الرابع) لبيتر ميمي الصادر في 2016، ومسلسل (الاختيار) بجزءيه الأول والثاني، أستطيع أن أقول إن بيتر ميمي نجح فى اكتشاف نقاط القوة في الشخصية المصرية وعرضها للناس وهو ليس بجديد على السينما المصرية التي يجب أن تفتح الباب للمواهب العبقرية الموجودة لدى هوليود الشرق وتقدمها للناس.