عبد الرحمن الداخل.. كيف هرب من العباسيين وأسس دولة الأندلس الموحدة؟
عبد الرحمن بن معاوية بن هشان بن عبد الملك، المعروف بــ عبد الرحمن الداخل، مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 30 سبتمبر من العام 788م.
ولد عبد الرحمن الداخل في دمشق، عام 731م، ومات أبوه في صغره، فنشأ يتيمًا، رباه جده هشام، ووفر له سبل التعلم، واهتم بتعليمه الفروسية والأدب، وحين أتم العشرين، انهارت الدولة الأموية، وقضي عليها تمامًا من قبل العباسيين، ففر عبد الرحمن إلى إحدى القرى، ومعه أهله، وكان قرب الفرات، وعندما علموا بمكانه، ذهب جنود العباسيين لقتله، وعندما رآهم مقبلين، فر منهم، وألقى بنفسه في الفرات وعبر الجهة الأخرى، واستمر في الهرب إلى أن وصل إفريقيا.
وصل عبد الرحمن إلى أهله بالمغرب، في قبيلة نفراوة، وبعد خمس سنوات تسلل إلى الأندلس، ونزل بإقليم البيرة، ثم جمع حوله الموالين للأمويين، وهاجم بمن جمع من الجنود والي الأندلس، يوسف الفهري، وهزمه وأسس منذ ذلك الحين دولة الأندلس.
حكم عبد الرحمن الداخل للأندلس وبعض جهوده
حكم عبد الرحمن الداخل الأندلس 33 عامًا، أحدث بها نهضة في مختلف المجالات، منها الميدان السياسي، والحربي والعمراني، فوحد الأندلس، بعد أن كانت مشتتة، وحارب العنصرية المنتشرة بين العرب وغيرهم، وقضى على كل من يحاول التفرقة بين الأندلسيين، وعمل على تنظيم طبقات المجتمع الأندلسي، لإحداث توازن بين السكان.
ظهرت في عهد عبد الرحمن الداخل، بعض الثورات والمؤامرات من الحكام الذين يريدون الاستقلال بما يحكمون، فكان يقابلها بكل حزم وشدة، وانتصر على كل تمرد قام في عهده، كما عمل على تأمين الحدود الأندلسية من المخاطر، فألحق هزيمة كبيرة بجيش الإمبراطور شرلمان، الذي حاول دخول سرقسطة والاستيلاء عليها.
عمل عبد الرحمن الداخل أيضا على إنشاء المساجد والقصور والمقرات والمباني، فأنشأ أول جامعة في الأندلس، وأسس مسجد قرطبة، وأنشأ ضاحية الرصافة، وبنى سورا للعاصمة قرطبة، وعمل على تجميل وتزيين المدن بالأشجار والنباتات المتنوعة التي أتى بها من الخارج، وأسس دارا للغناء، سماها دار المدنيات، جمع فيها الموسيقيين والمغنيين وسماها كذلك نسبة إلى المغنيين الذين أتوا من المدينة.