من أسباب العلم بالله ودخول الجنة.. علي جمعة يوضح فضل قيام الليل
تحدث الأستاذ الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، اليوم الأحد عن فضل قيام الليل، وعن المكانة التي أعدها الله لمن يتقرب إليه بهذه النافلة.
ونشر الدكتور علي جمعة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، موضحًا وقت صلاة الليل فقال: الليل هو الوقت الممتد من غروب الشمس حتى الفجر، وصلاة الليل هي الصلاة من بعد صلاة العشاء حتى الفجر سواء سبق هذه الصلاة نوم أو لم يسبقها نوم، وسواء كثر هذا الوقت أو قل، فلا يشترط أن يكون مستغرقًا لأكثر الليل.
كما أوضح جمعة فضل قيام الليل فقال: من أعظم أبواب الخير وأقربها إلى الله هو صلاة الرجل أو المرأة في جوف الليل، أي في الوقت المتبقي من الليل، وأعد الله للصالحين الذي يقومون بهذه العبادة ويحافظون عليها ثوابًا عظيمًا لقوله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون.
وتابع جمعة: كما أن الله سبحانه وتعالى جعل قيام الليل سببًا من أسباب العلم به والعلم بالحقائق، لقوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ.
وأضاف مفتي الجمهورية السابق موضحًا صفات المؤمنين الصالحين الذين يقومون الليل فقال: المضاجع جمع مضجع، وهي مصدر ميمي يأتي للدلالة على المكان أو الزمان، فتعني مواضع النوم، أو أوقات النوم.
والمعنى أن هؤلاء المؤمنين الأخيار من صفتهم أن تتنحى جنوبهم وتبتعد عن مواضع نومهم، وفي ذلك دلالة على ترك النوم لذكر الله، وهو ما يحدث في صلاة الليل، فهم يبيتون لربهم في صلاة، وذلك لقوله تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا.
وأوضح جمعة الثواب الذي أعده الله للمحافظين على هذه العبادة فقال: وعد الله المؤمنين الذين يقومون الليل بالصلاة والذكر بالجنة، وذلك في قوله تعالى: كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وكذلك وصية رسول الله للمؤمنين وإرشادهم لأبواب الجنة بقيام الليل فقال: يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام، كما وعد الله نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بالمقام المحمود جزاء له لقيامه الليل الذي افترضه الله عليه سبحانه وتعالى فقال: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مُّحْمُودًا.