علي جمعة يرد على اتهام التراث بالرجعية: جهل وعبط
تنتشر الكثير من الدعوات العلمانية المطالبة بوقف العمل بالآراء الفقهية الشرعية، وعدم الالتزام بها لأنها لا تناسب الزمان ولا المكان، وتقف أمام تقدم المجتمعات والأفراد، فضلًا عن أنها رجعية في آرائها، وجاءت بمسائل غريبة عن القرآن والسنة.
ورد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، في تصريحات تلفزيونية، على هذه الإداعات: هذا الجهل وعبط، من يفتري على أئمة الفقه بأنهم تركوا آراء وليس منهجًا واضحًا فهذا يدل على جهله وقلة علمه، ونسب التشدد للمذاهب الأربعة هو محض خرافة في مواجهة المنهج العلمي وهو ما يهمنا هنا في المسألة وليس الجزئيات.
وأوضح جمعة منهج المذاهب الأربعة: لا بد أن يعي المسلمين منهج المذاهب الأربعة، وأن الأصل فيها هو المنهج لمواجهة الخرافة بالعقلية العلمية، فهذه المذاهب بذلت مجهودًا غير معقول وقامت بواجب وقتها في وضع مناهج وهم أول من فكروا في ذلك، فالمنهج يعني رؤية كلية ينبثق عنها نظام، وهؤلاء الأئمة صاغوا رؤية كلية للإنسان والحياة والكون وما قبل ذلك وما بعده، من منطلق حجية الإسلام وهو القرآن، والمذكرة التفسيرية لهذا القرآن هي السنة النبوية، ومن القرآن والسنة صاغوا رؤية كلية التي تجيب على أسئلة كبرى من أين نحن؟ ماذا نفعل هنا؟ ماذا سنكون غدا؟.
فيما شرح جمعة كيفية عمل مناهج الأئمة الأربعة: الأئمة وضعوا رؤية كلية ينبثق عنها إجراءات، فوضعوا الإجراءات في سلاسة محددة، وهي معرفة دلائل الفقه إجمالا، وكيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد، والذي يتم التعبير عنه حاليا بمصادر البحث وكيفية طرق البحث وشروط الباحث.
وأضاف جمعة، أن المنهج الذي وضعه أئمة الفقه هو أساس المنهج العلمي الغربي، موضحًا: أخذه روجرز بيكون الفيلسوف الإنجليزي وهو من أبرز مفكري العصور الوسطى، منهج الأئمة الأربعة من أجل بناء المنهج العلمي الذي قامت عليه الحضارات الغربية، وكان روجرز يتقن العربية وعن طريق الأندلس عرف أن هناك منهجا قد وضعه أولئك الأكابر من أجل أن تكون إجراءات علمية بعيدة عن عقلية الخرافة، ولذلك حينما نرى دعوات تنادى بالتخلص من عقلية الخرافة فنحن نقف معهم لأن هذه بضاعتنا ردت إلينا.
