بينهن ذوو الهمم.. زينة وحنان ولبنى قصص كفاح بدأت بمحو الأمية ووصلت إلى الدكتوراه
"لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد"، مثل صيني اتخذته الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، لتغيير حياة من تسربوا من التعليم سواء بظروف اجتماعية أو حتى إيذاءات نفسية تعرض لها بعضهن في أول سنوات الدراسة.
زينة وحنان ولبنى، ثلاث فتيات في أعمار مختلفة وبالطبع ظروف أيضًا مختلفة أدت لتسربهم من التعليم لسنوات عدة، إلا أن طموحهم لم يتغير ونظرتهم لزملائهم ممن استكملوا التعليم ما زادتهم إلا إصرارًا، فلم يستكفوا فقط بالحصول على شهادة لمحو الأمية بل تفوقوا للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه ومنهن من يحلم بالالتحاق بالجامعات الدولية.
منهن من ذوي الهمم
زينة محمد يوسف، 18 عاما، كتب القدر لها أن تكون من ذوى الهمم لتقضي حياتها على كرسي متحرك لإصابتها بمرض ضمور العضلات الشوكي، مما لا يمكنها من الكتابة بالقلم، إلا أنها تجيد اللغات الإنجليزية والألمانية والتركية من خلال التعلم عبر الإنترنت.
تقول زينة لـ القاهرة 24، إن قصتها بدأت بعد ترك الدراسة في الصف الثالث الابتدائي لسفر والدها للعمل بالسعودية، إلا أنه لظروفها المرضية تسببت في رفض قبولها بأي من المدارس بالسعودية.
اجتازت زينة العام الحالي اختبار محو الأمية خلال الشهر الماضي من خلال إدارة الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، مما يؤهلها لبدء الصف الأول الإعدادي خلال العام الدراسي المقبل، إلا أن ثقافتها وتفوقها تتجاوز أقرانها بشهادة أساتذتها، لإجادتها كافة هذه اللغات على الرغم من عدم تخطيها لـ 20 عامًا، إضافة إلى حلمها بالدراسة في الجامعة الألمانية.
مناشدة لعلاجها من الضمور العضلي
ناشد محمد يوسف، والد زينة، عبر القاهرة 24، المسئولين بوزارة الصحة الإسراع في تلقيها لعلاج مرض ضمور العضلات الشوكي، بعد تسجيلهم ضمن المبادرة الرئاسية منذ 3 أشهر.
الإلهام لم يتوقف عند زينة محمد، أيضًا حنان حسين مرسي، صاحبة قصة نجاح أخرى من تسربها من التعليم في الصف الأول الابتدائي لاعتداء أحد المعلمين عليها بالضرب من ناحية ووفاة والدها من ناحية أخرى، إلا أن اليأس لم يتمكن منها، لتعود مرة أخرى في سن 13 عاما وتسبق زملائها بتفوقها.
من الأمية للدكتوراه
حنان حسين، من ترك التعليم في الابتدائية للتسجيل حاليا في المرحلة التمهيدية للدكتوراه في التاريخ الإسلامي، تقول إن قرار العودة للدراسة قد يكون تأخر بعض السنوات، وهو ما لاحظته في بداية الدراسة في تقدم زملائها عنها حتى في أبسط المفاهيم خلال الدراسة، متذكرة سؤال أحد المعلمين في المرحلة الإعدادية عن تعريف البيئة، فوجئت أنها لا تعلم ما هي البيئة من الأصل على عكس زملائها.
تابعت حنان لـ القاهرة 24، أن تأخرها عدد من السنوات الدراسية زادها حماسًا سواء في عدد ساعات المذاكرة أو الاجتهاد العلمي، فحصلت على شهادة الثانوية العامة بمجموع 82 %، لتلتحق بكلية الآداب قسم التاريخ، ثم الحصول على درجة الماجستير بتقدير جيد جدًا ثم المرحلة التمهيدية للدكتوراه حاليًا.
أمي تستحق كل تكريم
والدتي أهدتني كل شيء وحلمي أعوضها بأي شيء من تعبها معايا دا كله وتستحق كل تكريم، بهذه الكلمات أجابت حنان عما تطمح الوصول له بعد الحصول على شهادة الدكتوراه، قائلة: حلمي اشتغل في وظيفة أكون قادرة فيها أعوض أهلي عن كل المصاريف لإني على الرغم من حصولي على الماجستير مش لاقية فرصة عمل كويسة.
من الأمية للدكتوراه لم تكن فقط قصة كفاح حنان حسين، أيضا لبنى صالح، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الآثار بعد دراستها في محو الأمية، بعد إحالة العادات والتقاليد دون التحاقها بالمدرسة في سن السادسة إضافة إلى أنه لا يوجد مدرسة بالقرية التي تسكنها، وعدم السماح للفتيات بالذهب إلى مدارس القرى المجاورة.
استثنائها من دفع المصروفات لتفوقها
الدكتورة لبنى صالح، أضافت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي خيري رمضان وكريمة عوض، ببرنامج حديث القاهرة، المذاع عبر قناة القاهرة والناس، أنها ظلت لـ سن 12 عامًا لا تجيد القراءة أو الكتابة، لحين تم فتح فصل لمحو الأمية بالقرية، ثم التحقت به، وتعلمت القراءة والكتابة في 3 أشهر فقط، ثم حصلت على شهادة محو الأمية عام 1999.
لبنى صالح التحقت بالمدرسة الإعدادية في بداية سنة 2000، إعدادية منازل، وانتهيت من الدراسة في المرحلة الإعدادية وحصلت على المركز الأول منازل بتفوق، ثم التحقت بالمرحلة الثانوية العامة انتظام، متابعة ان المدرسة الثانوية كانت تستثنيها من دفع المصروفات الدراسية تقديرًا لها على تفوقها ووصولها لتلك المرحلة من تعليم محو الأمية، مؤكدة أنها حصلت على 97 % بمجموع الثانوية العامة شعبة أدبي، ثم التحقت بكلية الآثار جامعة الفيوم.
تم إنتاج هذه القصة بدعم من مجلة احكي والسفارة الهولندية بالقاهرة نتاج ورشة تدريب الإعلاميين على تناول القضايا الحساسة للنوع الاجتماعي.