180 يومًا حصار.. تفاصيل الأيام العجاف للمجند "سرور" خلال نصر أكتوبر
يرتبط انتصار السادس من أكتوبر عام 1973 بذكريات عديدة لدى الحاج على محمد سرور أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، والذى قضي بالجيش نحو 5 سنوات مجند دفاع جوى " مدفعية"، ويعد أحد الذين تعرضوا للحصار خلال حرب أكتوبر لمدة 6 شهور بشرق قناة السويس من العدو.
" القاهرة 24 " تحاورت مع الحاج علي سرور الذي بدأ حديثه بالقول إن الروح المعنوية العالية وحب الوطن وضرورة استرجاع الكرامة كانت الدوافع الأساسية لتحقيق الانتصار فى حرب أكتوبر.
الحاج على سرور، يبلغ حاليا من العمر نحو 71 عاما بالمعاش، بعد انتهاء فترة عمله الوظيفية كملاحظ بالسكة الحديد التحق بالجيش فى 26 مارس 1970 حتى يوليو 1975، كمجند دفاع جوى، وقال: كانت وظيفتى مقدر مسافة على جهاز حاسب ومدفعية م.ط " 100 ملى" مضادة للطائرات.
وأوضح سرور أن دوره فى حرب أكتوبر تمثل فى المشاركة فى حماية القوة الضاربة، والقوات البرية خلال الهجوم، ومواقع الدفاع الجوى، والمواقع الأساسية للقيادة والجيوش، مشيرًا إلى أن أى طائرات غير المصرية، نشتبك معها بإطلاق قذائف المدفعية، واستمرينا من يوم 6 أكتوبر وحتى 22 أكتوبر فى انتصار بعد إقامة المعابر والكبارى للتضييق على العدو.
وأضاف" سرور" كانت الروح المعنوية لكل الجنود فى السماء وارتفعت وتهللت أساريرنا عندما شاهدنا بأعيننا 225 طائرة عبرت القناة فى الساعة الـ 2 ظهرًا للضفة الشرقية، فالضربة الجوية أثرت على الجيش المصرى كله، وكانت من أحد أهم عوامل الانتصار فى الحرب، حتى فوجئنا بالعدو بالدخول من طريق الإسماعيلية لأنه كان مفتوح وفرض الحصار علينا الذى استمر 6 شهور، وكان بالنسبة لنا الليل نهار وكنا صايمين.
وتابع، حتى جاءت لحظة فك الحصار وكأن الملايكة كانت معانا فى تلك اللحظات وعبرنا من الحصار وكنا حوالى 70 ألف من كافة الأسلحة، وطبعا فيه اللى راح مننا وسقط خلال فترة الحصار وعدنا إلى منازلنا وجاء بعدنا آخرين بدلا منا فى الأسلحة.
"سرور " ذكر فى حديثه أنه عندما تمر عليه ذكرى انتصارات أكتوبر، يتذكر أن هناك جيلًا من الأبطال المقاتلين دفع حياته ثمن لتحرير الأرض فى سيناء وإعادتها من يد العدو الإسرائيلى المغتصب، ويشعر بالفخر وهو يرى امتداد هذا الجيل ممثلًا فى أبطال القوات المسلحة والشرطة على أرض سيناء وهم يحاربون الإرهاب.
وقال الحاج على من الأشياء التى أسعدته عند زيارة بانورما حرب أكتوبر، وهى وجود المدفعية التى كان مجند عليها بالجيش فى المتحف، وقام بالتقاط صورا لأحفاده عليها.
الحاج على سرور لديه 3 أبناء جميعهم أنهو دراستهم المختلفة وتزوجوا، ولديه من الأحفاد 6، وأنه يقضى حياته اليومية مع الأولاد والأحفاد مؤكدًا أنه يتمني أن يحفظ المولى تبارك وتعالى بلدنا مصر، وأن نعيش والعالم فى أمن وسلام، وأن ربنا يحفظنا ويحفظ الجميع من الحروب. مشيرًا إلى أن انتصار السادس من أكتوبر 1973، سيظل، الذكرى الأعظم فى تاريخ الأمة المصرية، يوم سطّر فيه جنود القوات المسلحة البواسل ملحمة صمود وتحدٍ وإصرار على العبور.