هدفها العبور للضفة الشرقية.. شقيق الشهيد محمد البسيوني يروي لـ القاهرة 24 قصة الكتيبة 143 صاعقة
الكتيبة 143 صاعقة الانتحارية، تلك التي تحدث عنها اليهود أكثر من المصريين، فكان ينتمي إليها البطل محمد حلمي البسيوني، أحد شهداء حرب أكتوبر المجيدة، وسُميت بذلك الاسم، نسبةً للجنود البواسل الذين ضحوا بأرواحهم بتفجير أنفسهم بواسطة حزام ناسف في مدرعات العدو.
روى أحمد حلمي شقيق الشهيد الضابط محمد حلمي البسيوني لـ القاهرة 24، أن شقيقه كان تخرج من كلية الطب البشري جامعة الإسكندرية عام 1971، وعمل بمهنته كطبيب لمدة عام واحد فقط، ثم انضم للقوات المسلحة كضابط احتياطي عام 1972، وكان واحدًا من جنود كتيبة 143 صاعقة.
في يوم 4 أكتوبر، أخبر الشهيد شقيقه أحمد أنه قد لم يتمكن من رؤيته مرة أخرى، وتابع حلمي: قالي جايز منتاقبلش تاني، وفعلًا كانت المرة الأخيرة لأنه راح الحرب ومرجعش تاني، كان قلبه حاسس.
وأضاف حلمي، أن الكتيبة تحركت يوم 6 أكتوبر الساعة 12 ظهرًا، إلى هدفها المرصود، والذي كان تأمين ممر رأس سدر، حتى تتمكن القوات الجيش الثالث من مد الكباري، ومن ثم عبور القوات المصرية للضفة الشرقية من خلال ذلك الممر.
وعلى الجانب الآخر، القوات اليهودية كانت تؤمّن نفس المكان لعدم عبور القوات المسلحة المصرية، مما أدى إلى حدوث اشتباكات انتحارية بين القوة المصرية وقوة الاحتياط الاستراتيجي اليهودية في منطقة سدر.
ظلت الحرب قائمة بين القوتين لمدة 18 ساعة، استطاعت فيها الكتيبة 143 بتفجير المدرعات اليهودية من خلال الضرب بـ الأر بي جيه ورمي الجنود بأنفسهم داخل المدرعات مرتدين حزامًا ناسفًا يقوم بإنهائها، وكلمة الله أكبر لا تفارقهم.
واستكمل حلمي حديثه لـ القاهرة 24، أن الكتيبة تمكنت من إنهاء ذخيرة اليهود، الأمر الذي تطلب إرسال ذخائر بالطائرات اليهودية وضرب الكتيبة جوًا، وهنا لفظ الشهيد محمد البسيوني أنفاسه الأخيرة مع عدد كبير من أصدقائه.
عاد من الكتيبة 143 صاعقة 18 جندي فقط، وعلى رأسهم قائدهم النقيب أحمد جاويش، وهو راوي أحداث الحرب وما مرت به الكتيبة لذويهم، حيث تم تكريم صاعقة 143 من الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
أُطلق اسم الشهيد محمد حلمي البسيوني على مدرسة ابتدائية بمركز منية النصر في محافظة الدقهلية، وما زالت المحافظة والطلاب والأهالي يرددون اسم الشهيد.
