في ذكرى توليه العرش.. كيف أثّرت نشأة السلطان فؤاد في إيطاليا على حكمه لمصر
تمرُ اليوم ذكرى جلوس الأمير أحمد فؤاد على عرش مصر بعد شقيقه السلطان حسين كامل، حيث أصبح سلطانًا للبلاد في 9 أكتوبر عام 1917، ومن بعدها أصبح ملكًا عام 1923، وذلك بعد اعتراف بريطانيا باستقلال مصر.
يعد الأمير أحمد فؤاد هو الابن الأصغر للخديوي إسماعيل، ولد في 26 مارس عام 1868م، وتباينت الآراء حول والده الخديو، فهناك من يراه أنه المؤسس الثاني لمصر الحديثة بعد الجد محمد علي باشا، وآخرون يرون أن سياسة التحديث التي اتبعها إسماعيل، هي التي أدت إلى إفلاس الدولة وزيادة تدخل القوى الأوربية في الشؤون المصرية.
عزل الخديوي إسماعيل
في يونيو عام 1879 أصدر السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، فرمانًا بعزل الخديو إسماعيل، خوفًا من النزعة الاستقلالية.
نُفي الخديوي إسماعيل مع أسرته في إيطاليا، بعد 3 أيام من قرار عزله، وهناك نشأ الابن فؤاد واكتسب موسوعة معرفية قائمة على الشؤون الأوروبية، بالإضافة إلى إتقانه عدة لغات.
عاد الأمير فؤاد إلى مصر بهدف الاستقرار في تسعينيات القرن الـ 19، وتعلم السياسة المصرية، حيث كان مساعد الخديوي عباس الثاني.
توفيق الأمير فؤاد بين مصالح بريطانيا وتطلعات مصر القومية
حسب دائرة المعارف البريطانية، كان في تلك الفترة يمارس الحاكم البريطاني اللورد كرومر السلطة الاستبدادية، وفي الواقع كان الحكام المصريون تابعين له، وبرغم من سعي الحركة الوطنية لتحرير البلاد من السيطرة الخارجية، إلا أن فؤاد كان يرى ضرورة في التوفيق بين تطلعات مصر القومية ومصالح بريطانيا.
كان فؤاد يميل إلى استخدام أساليب استبدادية في الإدارة والحكم، وأيضًا كان يعترف بدور بريطانيا الكبير في إدارة الشؤون المصرية، تلك الأمور التي لعبت دورًا قويًا في إتمامه وظائفه حينما أُعلنت مصر دولة مستقلة.
فؤاد يصبح سلطانًا على مصر
وفي عام 1917 أصبح فؤاد سلطانًا على مصر، واندلعت ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، ورغم عدم مشاركة فؤاد هذه الثورة أو النقاشات السياسية التابعة لها بين المصريين والاحتلال البريطاني، إلا أنها أجبرت البريطانيين على إبرام معاهدة تحالف بينهما ومنحها استقلالها عام 1922.
بـ 1923 وبعد صياغة الدستور المصري وتصديقه، صدر مرسوم في أبريل بإعلان فؤاد ملكًا على مصر والسودان وسيد النوبة وكردفان ودارفور، وبرغم من أن مصر صارت ملكية دستورية، إلا أن الدستور منح الملك سلطات كثيرة، حيث كان يمكن للملك فؤاد إصدار تشريعات وعقد البرلمان بدلًا من تدخله في الشؤون العسكرية والمدنية للدولة.
الصراع بين الملك وحزب الوفد
ميل الملك نحو السلطة الاستبدادية، نتج عنه صراع دائم مع القوى الوطنية في البلاد بقيادة حزب الوفد، هذا الصدام الذي أدى إلى إسقاط الدستور الملكي لصالح دستور عام 1923، كما أن الانتخابات الجديدة جعلت الوفد يعود إلى السلطة.
ظل الصراع بين القصر والحزب منذ تولي الملك حكم مصر وحتى وفاته في أبريل عام 1936.