مصر في عيون الشعراء.. إبراهيم ناجي يراها الجنة الكبرى
كانت مصر وما زالت على مر التاريخ موضوع الشعراء، فراحوا يتغنون بحبها ويصفون عظمتها ويصورون تضاريسها الجغرافية ومكوناتها الأثرية وطباع أهلها.
من أجمل القصائد عن مصر قصيدة للشاعر الكبير إبراهيم ناجي، وهي القصيدة التي غنتها أم كلثوم عام 1969 ولحنها لها رياض السنباطي.
يقول إبراهيم ناجي:
أجل إنّ ذا يومٌ لمن يَفتدي مصرا
فمصرُ هي المحرابُ والجنّة الكبرى
حلفنا نُولّي وجهنا شطرَ حبِّها
ونُنفِد فيه الصبرَ والجهدَ والعمرا
نبُثُّ بها روحَ الحياة قويةً
ونقتل فيها الضنك والذُلَّ والفقرا
نُحطّم أغلالًا ونمحو حوائِلا
ونخلق فيها الفكرَ والعملَ الحرا
أجَل إنَّ ماءَ النيل قد مرّ طعمه
تَنَاوشَه الُفتّاك لم يدّعوا شِبرا
فدالَت به الدنيا وريعت حمائمٌ
مُغرّدة تستقبل الخيرَ والبشرى
وحامت على الأُفْق الحزين كواسرٌ
إذا ظفرت لا ترحم الحسن والزهرا
تحُط كما حطَّ العُقاب من الذُّرى
وتلتهمُ الأفنانَ والزّغبَ والوكرا
فهلّا وقفتم دونَها تمنحونها
أكفًا كماء المزن تمطرها خيرا
سلامًا شبابَ النيل في كل موقِف
على الدهر يَجني المجدَ أو يجلبُ الفخرا
تعالوا نشيّد مصنعًا رُبَّ مصنعٍ
يدرُّ على صُناعنا المَغنم الوفرا
تعالوا نشيّد ملجأً رُبَّ ملجأٍ
يضم حطام البؤس والأوجهَ الصفرا
تعالوا لنمحو الجهل والعِللَ التي
أحاطت بنا كالسّيل تغمُرنا غمرا
تعالوا فقد حانت أمورٌ عظيمةٌ
فلا كان مِنّا غافلٌ يصِمُ العصرا
تعالوا نقُلْ للصعب أهلًا فإننا
شبابٌ ألِفنا الصعبَ والمطلب الوعرا
شبابٌ إذا نامت عيونٌ فإننا
بكرنا بُكورّ الطير نستقبل الفجرا
شبابٌ نزلنا حَوْمة المجد كلُّنا
ومن يغتدي للنّصر ينتزعُ النصرا
معلومات عن إبراهيم ناجي
إبراهيم ناجي شاعر مصري من مواليد في 31 ديسمبر 1898م في حي شبرا في القاهرة، كان طبيبا وكان والده مثقفًا، ما ساعده على النجاح في عالم الشعر والأدب، وتوفي عام 1953م، من دواوينه، وراء الغمام، ليالي القاهرة، في معبد الليل، الطائر الجريح.