تعرف على أول عمل كتبه نجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل
أُعلن في مثل هذا اليوم 13 أكتوبر من العام 1988 عن الفائز بجائزة نوبل في الأدب، والتي فاز بها الأديب العالمي نجيب محفوظ، ليصبح أول كاتب عربي يفوز بها، بعد مرور 88 سنة على إطلاقها.
سادت بعد الإعلان عن الجائزة، حالة من الفرح والسعادة بين المصريين والعرب، احتفاءا بنجيب محفوظ وإنجازه التاريخي ورغم ذلك الاحتفاء، إلا أن محفوظ لم يغير روتينه اليومي الذي اعتاده بعد سماعه نبأ الفوز، فقد ذهب إلى المقهى الذي اعتاد الجلوس عليه، المطل على ميدان التحرير، يتلقى تهنئة أصدقاءه، وتهنئة العامة، يجول في خاطره مشواره الكبير، الصعب، الذي لم يلقى الاهتمام الكافي قبل الفوز بتلك الجائزة العملاقة، يقول في إحدى لقاءاته الصحفية: لولا قصصي التي اشترتها السينما، لمت جوعًا.
لم ينتظر محفوظ الكثير من الوقت حتى بدأ في كتابة عمله الجديد، أهل الهوى الذي ضم بداخله مجموعة متميزة من قصص مجموعاته، حيث ضمن 12 قصة من مجموعته الأولى همس الجفون، وحتى مجموعته صباح الورد 1988، وصدر مجموعته هذه بعبارة يسعدني أن أكون تلميذا في مدرسة الهلال العريقة، تعبيرًا عن امتنانه لعطاء الهلال.
أهل الهوى
جاءت مجموعة أهل الهوى كنموذج متميز على أعمال محفوظ القصصية وأسلوبه في الكتابة القصصية، والخصائص التي يتمتع بها.
تنقسم المجموعة إلى قسمين، الأول يشمل قصص، زعبلاوي، وأهل الهوى، وروبابكيا، ونور القمر، وهي قصص تتمتع بأبعاد فلسفية وفكرية، تطرح قضايا هامة، وتحوي ترميزات كبيرة، ففي قصة زعبلاوي، تجده قد مثل عجز الإنسان أمام حل مشكلة أصابته، مرض جعله يصاب بالعجز التام، ثم يفكر في اللجوء إلى زعبلاوي، الشخص المبروك، الذي يعطي الدواء بلا ثمن، فالإنسان في القصة يبحث عن الزعبلاوي، الرمز الذي يهب الشفاء والأمان.
القسم الآخر يشمل قصص، تحت المظلة وخمارة القط الأسود، وشهر العسل، وباقي قصص المجموعة، التي دارت في إطار له أبعاد سياسية، وقد كتب تلك القصص متأثرًا بنكسة 1967، ففي تحت المظلة، أثار محفوظ التأثير المباشر الواقع بعد الهزيمة، دارت أحداثها تحت المظلة بين ثلاثة، أدهشهم ما جرى، وصاروا متحيرين أهو فيلم سينمائي؟ أم هي الحقيقة السوداء.
