ليس كورونا.. لماذا ينسحب الناشرون من معرض فرانكفورت للكتاب؟
انطلق اليوم الأربعاء، معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في نسخته الـ 73، مع مراعاة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة الألمانية، لمنع انتشار فيروس كورونا، وتأتي كندا ضيف شرف هذه النسخة من المعرض.
ويشارك في هذه النسخة من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2000 ناشر من 80 دولة، ويعد هذا الرقم قليل مقارنة بالأعوام السابقة من المعرض، حيث شارك في عام 2019، 7500 ناشر، ويرجع هذا الانخفاض الكبير إلى انتشار وباء كورونا، التي اتخذت بسببه إدارة المعرض العديد من الإجراءات المقيدة للمشاركين، حيث يسمح بحد أقصى 25000 زائر يومي، بالمقارنة مع 300000 زائر في 2019، كما يمنع دخول أي زائر دون الحصول على لقاح كورونا.
تحمل هذه النسخة من معرض فرانكفورت للكتاب، الكثير من الجدل والنزاعات، بسبب مشاركة Jungeuropa وهي دار نشر أسسها الناشر اليميني المتطرف فيليب شتاين في سبتمبر من العام 2016، والتي على ضوء السماح بمشاركتها، قام العديد من الناشرين والكتاب بالانسحاب من المعرض، والتصريح بأنها خطوة خطيرة اتخذتها إدارة معرض فرانكفورت بالسماح بمشاركتهم.
معرض فرانكفورت
انسحبت الكاتبة والناشطة الأمريكية ذات الأصول الإفريقية، جاسمينا كونكا، حيث قامت بسحب كتابها المشارك في المعرض بعنوان القلب الأسود، والذي تدور أحداثه حول رجل أسود نشأ في ألمانيا.
وصرحت الكاتبة كوينك، على تويتر، ردا على مهاجمتها المعرض، بأنه يسمح للأصوات النازية بأن تعاود الظهور مرة أخرى.
كما أعرب مركز آنا فرنك التعليمي، عن خيبة أمله بمشاركة اليمين المتطرف، حيث قال عضو البرلمان اليساري مايكل مولر، إنه لا ينبغي لحدث بحجم معرض فرانكفورت أن يوفر منصة لمثل هؤلاء الناشرين.
ورد مدير معرض فرانكفورت للكتاب خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي الذي أقيم في الافتتاح، بأن حرية التعبير هي أغلى ما نملك، وللأسف، علينا قبول حضور الأشخاص الذين نختلف معهم، ولا نريد رؤيتهم.
وعبرت جمعية الناشرين الألمان عن أسفها عبر بيان نشر لها، قالت فيه، إننا سنخسر الأصوات المعارضة، والمناهضة للعنصرية، وسنفقد دعمهم المهم من أجل القضية الإنسانية في معرض الكتاب، كما تعتبر حرية الرأي والتعبير والنشر، قضية ذات أهمية قصوى، فهم حتى إن لم نشاركهم وجهات النظر، فمنعهم دور المحاكم وليس نحن.