الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كان يا مكان

الجمعة 22/أكتوبر/2021 - 07:48 م

قصة إنسانية ملهمة كانت هي العنوان الرئيسي لمعظم وسائل الإعلام في العالم آخر كام يوم وبدأت من الصين ونشرت تفاصيلها كأول مصدر صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست الصينية عن مواطن صيني اسمه شو وي.

شو وي من مدينة كونمينغ في محافظة يونان الصينية وبيشتغل في التجارة عن طريق الإنترنت وهي شغلانة متوسطة شبه تجارة البيع أون لاين عندنا هنا في مصر لما حد بيجيب شوية حاجات ويبيعهم على السوشيال ميديا! شو وي عنده طفل عنده سنة واحدة، للأسف بدأ يحس إن ابنه مش طفل طبيعي وبيشتكي بشكل مستمر من خلال العياط إن فيه حاجة تاعباه، فورًا راح الراجل أخده عشان يكشف عليه وكانت المفاجأة إن الولد عنده مرض نادر اسمه مينكيس وهو مرض وراثي نادر بيعمل اضطراب في نقل النحاس في خلايا الجسم!

 طب والعلاج؟ علاج واحد بس اسمه هيستيدين النحاس، هو مش علاج علاج يعني لكنه بيمنع تدهور الحالة الصحية للمصاب بالمرض، وبيقللها وبيدي الفرصة للجسم إنه يستعيد قدرته تدريجيًا ولو بشكل بطيء في نقل النحاس في الخلايا، بالتالي المريض يعيش أطول أو يخف تمامًا، طب ما تجيب العلاج يا عم شو وي!

 عمل كده فعلًا، وراح لشركات أدوية بس فوجيء إن سعره مرتفع جدًا ويفوق قدرته كـ راجل متوسط الدخل إنه يشتريه حتى لو استلف ثمنه من كل معارفه وقرايبه! والمشكلة إنه حتى لو جاب ثمنه لازم يجيب تصريح من جهات رسمية صينية لإن المرض نادر واستخدامات العلاج ده مش متاحة لكل الناس! مفيش حل بديل؟

 شو وي عمل بحث على الإنترنت ولقى إن العلاج متوفر بشروط وسعر أقل بكتير من اللي مفروضة في بلده الصين بس للأسف كمان وبسبب ظروف كورونا اللي كانت بدأت وقتها في أواخر 2019 عندهم كانت فكرة إنه يبعت يستورده هتبقى مستحيلة عشان البلد تقريبًا كانت قفلت ومنعت الطيران، معنى كده إن الولد يموت! ده السؤال اللي سأله شو وي، لنفسه، وهو بيبص لإبنه اللي نظرات عينه كانت خاوية ولونه شاحب.

حسب كلام الدكاترة فحالة الولد لو استمرت كده بنسبة مليون% عمره مش هيزيد عن سنة كمان زيادة أو لو حظه وحش هتبقى عدد شهور أقل من السنة، أنا مش هسيبه يموت، ده كان القرار، والتنفيذ؟

عم شو وي اللي اللي عمره ما درس كيمياء ولا يعرف أساسياتها حتى؛ قفل على نفسه وبدأ يحمل من الإنترنت مقالات أجنبية علمية متعددة ويترجمها بـ جوجل لإنه للأسف مايعرفش يتكلم ولا يقرا غير بالصيني وكلها بتتكلم عن طريقة تصنيع هيستيدين النحاس! بس كده؟ لأ، ده دخل كمان في دورات تعليمية أون لاين في صيدليات في عدد من الجامعات وطلعت عينه أساسًا عشان يعرف يلاقي جامعات في أمريكا وأوروبا فيها أساتذة صينين يشرحوله أون لاين!

كل يوم بيفوت كانت ملامح الطفل بتشحب أكتر، وكل دقيقة بتفوت كان شو وي، اللي كان بيحارب النوم والنعاس يبص في وش ابنه فيسترجع انتباهه وتركيزه تاني كإن حد رش على وشه شوية ميه ساقعة فيرجع يبص تاني على الكمبيوتر عشان يكمل، يوم جر يوم وشهر جر التاني وبدأ شو وي، يحط إيده على بداية الخيط!

عمل مختبر صغير في شقته كلفه الـ 3100 دولار اللي حيلته كلهم، وبدأ يجرب تصنيع الـ هيستيدين النحاس لحد ما قدر يعملها! ده بجد؟ أيوا وفي أقل من 7 شهور! جرب العقار على الأرانب ثم على نفسه عشان يتأكد من سلامته وبعدها حقن بيه ابنه، والنتيجة؟ حالة الإبن اتحسنت تحسن ملحوظ! آه لسه الموضوع في بدايته، وماتقدرش تحكم عليه حكم نهائي بس في الآخر العلاج اللي اخترعه الأب بطريقة شبِه إعجازية وبإمكانيات شبِه معدومة قدر يوقف تدهور حالة الولد، ويدي فرصة للأطباء إنهم يتدخلوا بعد تجاوز المرحلة الأغلس في العلاج وهي توفير هيستيدين النحاس في إنتظار معجزة آلهية جديدة وأخيرة من ربنا تكمل القصة على خير.

لما صديقي إيهاب، صارحني بحبه لجارته اللي ساكنة في الشقة اللي قصادهم في نفس الدور كانت تفاصيل الموضوع معقدة ومحتاجة قعدة وتكتيك وترتيب من نوع خاص! قعدنا في النادي يحكيلي ونشوف هنعمل إيه، بالمناسبة، إحنا بنتكلم عن ولدين عيال عمرهم 15 سنة وعن بنت عمرها 10 سنين يعني!

أنا عايز أعرفها إني بحبها، وعايزك تفكر معايا، ده كان طلبه مني، والحقيقة إنه ماكنش محتاج يطلبه لإن مبدأي في الحياة من زمان ولحد دلوقتي إن اللي بيحب لازم ياخد خطوة، ومايحبسش مشاعره، يا إما كده يا إما يسمي حبه إعجاب مش حب! الأزمة إن البنت إنطوائية شوية ومش إجتماعية لا هي ولا أسرتها بالتالي ميزة إنهم جيران دي ولا كان ليها أى تلاتين لزمة لإن لا دول بيروحوا يزوروا دول ولا العكس

اقترحت عليه أكتر من فكرة، يشترك في لعبة التنس في النادي لإنها بتلعب هناك وممكن بشوية سعي يبقى معاها في نفس مواعيد التمرين فتبقى فرصة لطيفة، عمل كده، وبعد ما لبس فلوس التدريب كان هو في أيام غير أيامها، وماقدرش لا يسحب الفلوس ولا يغير المواعيد، طب إيه رأيك تروح تاخد درس عن والدها مدرس الرياضيات وأهو تبقى فرصة تدخل بيتهم وواحدة واحدة ممكن المواقف تتولد بينكم، رد إن والدها مدرس مش عبقري ولا متمكن من الشرح وإن هو بالفعل بياخد رياضيات عند مدرس تاني ممتاز!

يعني هاخد دروس عند إتنين مدرسين في مادة واحدة يا عم! سألني، رديت: أيوا وفيها إيه، مش بتحب! سمع الكلام، واتورط في الحجز ولما بدأ الدروس اكتشف إن والدها عامل الأوضة اللي جنب باب الشقة على طول مكان للدروس وتعتبر معزولة عن باقي الشقة خالص لدرجة إنه عامل فيها حمام صغير عشان لو حد من الطلبة حب يدخل الحمام يتنيل يعملها في نفس الأوضة برضه دون ما يعدي على الصالة ولا يلمح أى حاجة من الشقة! إيهاب، اتورط واضطر يلبس برضه في الدرس اللي مالوش لزمة على الفاضي.

فكرة بعد فكرة واقتراح بعد التاني؛ الراجل بصراحة كان بيعمل المطلوب وبينفذ اللي بنتفق عليه بحذافيره! بس للأسف ولا مرة الموضوع صاب، مع دخلة شهر رمضان جاتلي فكرة إنه يكون من شباب العمارة اللي هيعلقوا زينة رمضان، رفض رفض قاطع وبمنتهى الحزم دون حتى لما يخليني أكمل كلامي! ليه؟

إيهاب بيخاف من الأدوار العالية جدًا، بس لحظة! أدوار عالية إيه إنتم في التالت!، والموضوع أصلًا مافيهوش مخاطرة ده مجرد مناولة خيوط الزينة من بلكونة للتانية! لأ برضه أنا بخاف أبص من البلكونة حتى! ماشي خلاص انت حر، بس خلّي بالك انت كده جبان ومش عايز توصل لها حبك، شخط وقال بعجز حقيقي: بخاف يا أخي بخاف انت مش حاسس بيا، غصب عني والله! حسيت إني ضغطته زيادة عن اللزوم، وحاولت أصلح الموقف وأهون عليه لما اكتشفت إني زودتها، وإن لو حد حبه ماحركهوش منه لنفسه عُمر ما أى كلام يتقال له هيحركه.

فات على شهر رمضان فترة، ومابقيناش خلالها بنتكلم عن القصة دي نهائي، في مرة الصبح أخو البنت الصغير اللي عنده 3 سنين لسبب ما لا يعلمه إلا الله طلع البلكونة بتاعتهم واتشعبط في عمود من عواميد السور وبقى جسمه كله مدلل وإيده مكلبشه في العمود! مشهد مرعب الحمدلله إن ماكنش ليا حظ إني أكون شايفه بس معرفتي بشكل البلكونة كان مخليني متخيل والموقف بيتحكيلي، أخته طلعت البلكونة وصرخت بشكل هيستيري دون وعي وكان واضح إن جالها إنهيار عصبي! كان واضح كمان إن مفيش حد من أسرتها موجود في الشقة، ناس من الجيران فضلوا يخبطوا على باب الشقة عشان يدخلوا يشدوا الولد بس البنت كانت متخشبة على باب البلكونة مش بتعمل غير إنها بتصرخ وبس.

في نفس اللحظة كان إيهاب، خرج من بلكونته وشاف المنظر ودون تفكير ولا تخطيط وبمجرد ما سمع صوت صراخ البنت وعياط الولد؛ نط في الحيز الفاصل بين البلكونتين وبقى متعلق ومشي بحذر على الحيز الرفيع لحد ما وصل لبلكونة جيرانه ووطى بجسمه واتشعلق هو كمان في عمود تاني جنب العمود بتاع الولد ودلدل جسمه هو كمان وشال الولد بإيد واحدة وناوله لـ البنت اللي ماكانتش قادرة تفوق من الصدمة بس صرخة إيهاب،  فيها فوقتها!

إمسكيه يالا، قربت من السور ومسكت أخوها وطلعته، وبعدها إيهاب فرد جسمه ورفع رجله على السور ودخل البلكونة بصعوبة برضه، موقف فضل صداه يتردد في المنطقة فترة مش قليلة، واتولدت بعده قصة حب متبادلة بين إيهاب وداليا فضلت مكملة وانتهت من كام سنة بالجواز! الموقف غيّر كمان في نظرة إيهاب للحب بشكل عام، وإن اللي عايز بيعمل، وأكد ليا أنا اللي قولتهوله واللي لسه مقتنع بيه لحد دلوقتي إن الحب بيحرك.

الحب لو كان حقيقي بيغيرنا للأفضل، وبيشوفّنا في نفسنا مناطق قوة ماكناش نعرفها فينا، الحب بيحرك الصخر، وبيخليك تعمل المستحيل وتجيب عن طيب خاطر حتة من السما للي بتحبه، مفيش حب سهل، ومفيش حب لـ جبان، كل الحب فيه لقطات صعبة مش بيعديها إلا الشجعان اللي بيحبوا فعلًا.

تابع مواقعنا