كيف يستفيد البشر من رحلات الفضاء؟ نقاش بين علماء الفضاء في إكسبو
اختتم أسبوع الفضاء بـ معرض إكسبو 2020، فاعلياته، بمحاضرة جمعت بين خبراء الفضاء المشاركون في فعاليات الأسبوع، لبحث كيفية الاستفادة من رحلات الفضاء التي يقوم بها الإنسان بشكل أكبر وأكثر إفادة للبشر، فحين غزا الإنسان الفضاء قبل ستة عقود، كانت الخطوة إيذانا ببدء سلسلة طويلة من الرحلات لاستكشاف ما وراء الأرض ومعرفة المزيد عن الكون خارج كوكب ترهقه البشرية منذ القدم.
وبوصول الأميركي نيل أرمسترونغ إلى القمر كأول إنسان تطأ قدمه سطح أكثر أجسام السماء لمعانا، أخذنا نحن سكان الأرض ننظر بصورة مختلفة للكون الواسع، وزادت رغبتنا في التعرف على ما فيه ومحاولة الاستفادة منها.
لكن ما الاستفادة العملية التي يمكننا نحن البشر تحقيقها من وراء استكشاف الفضاء وزيارة الأقمار ومحاولة الوصول لكواكب تبعد عنا ملايين الكيلومترات؟ كان هذا المبحث الرئيسي الذي تناولته المحاضرة التي عقدت.
قالت ماروشكا شتراه، المدير التنفيذي بمؤسسة أسبوع الفضاء العالمي، إن الاستكشافات الفضائية ليست ترفا، وترى فيها وسيلة لتوفير منافع ملموسة للبشر.
وأضافت شتراه خلال المحاضرة، التي عقدت في اليوم الختامي لأسبوع الفضاء الذي نظمه إكسبو 2020 دبي: أنظر لقوة تأثير تكنولوجيا الفضاء على حياتنا، يكفي أن تعلم أن من بين 169 من النقاط التي تشكل أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، هناك 65 نقطة على صلة بالفضاء، دون تكنولوجيا الفضاء، لن يكون بوسعنا تحقيق تنمية مستدامة على كوكب الأرض، يكاد كل شيء يعتمد على تكنولوجيا الفضاء، بما في ذلك حقوق الإنسان ورصد حالة الطقس، والزراعة، وإدارة المياه، والتعليم وحفظ السلام.
وفي مداخلته بالمحاضرة، تناول راندي ليكانز، نائب الرئيس والمدير العام في ناسا لحلول الشركات، الكيفية التي من خلالها تستطيع البشرية الاستفادة من اكتشاف الفضاء.
وقال: اليوم تدعم التكنولوجيا المستخدمة في محطة الفضاء الدولية جهود تنقية المياه في العديد من البلدان النامية بمختلف أنحاء العالم، حيث تستخدم المحطة نظاما لتوليد الأكسجين، وآخر لتدوير المياه وتجديد الهواء في المحطة. يتم تطوير هذا النظام باستمرار حتى نتوصل من تحقيق الغاية منه والمتمثلة باستعادة وإعادة استخدام 90٪ من المياه في محطة الفضاء الدولية.
وتابع: قد لا يعرف كثيرون أن عددا كبيرا من الأدوات والمواد طُورت من أجل مشروعات فضائية لدول مختلفة، قبل أن ينتقل استخدامها لتحقيق منافع للناس.. فعلى سبيل المثال، ربما لا تعرف أن الطعام المجفف، وهو من الأطعمة المحببة اليوم للكبار والصغار، صُنع خصيصا من أجل رواد الفضاء.
وأردف: من خلال رحلات الفضاء، عرف الناس أيضا فكرة أغطية ذات سطح معدني تعكس 80 بالمئة من الحرارة الصادرة من شخص ما لتعيدها إلى جسمه، وهي تقنية استخدمت من أجل إبقاء درجة حرارة جسم ضحايا الحوادث أو عدائي الماراثون متوازنة.
هذا بالإضافة إلى الكثير من الاكتشافات الطبية المهمة التي كانت رحلات البشر للفضاء أساسا في التوصل إليها، وبينها على سبيل المثال طريقة توصيل الأدوية المكافحة للسرطان إلى مكان الورم مباشرةً، وأداة يمكن الممرضة حملها لإجراء الفحوص فوق الصوتية وإرسالها إلى طبيب يبعد عنها أميالا، وذراع آلية تستطيع إجراء العمليات الدقيقة داخل أجهزة الرنين المغناطيسي.
النفايات الفضائية
من جانبه، قال بيجيه الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي شركة (كلير سبيس) عن أهمية مفهوم الاستدامة: الاستدامة في الفضاء والاستدامة من الفضاء أمران مرتبطان ببعضهما البعض، ولا يمكن التعامل معهما كقضيتين منفصلتين.. يقع على عاتق الجيل الحالي مهمة التخلص من المخلفات الفضائية التي صنعها الإنسان حتى نواصل الاستفادة من تكنولوجيا الفضاء والاستكشاف.
وأضاف: هناك اليوم أكثر من 5000 جسم من النفايات الفضائية وهي لأقمار صناعية خرجت وشظايا ناجمة عن الرحلات الفضائية، مقابل 3400 قمر صناعي تحت الخدمة، لذا تشكل هذه المسألة تحديًا لنا، ومن المهم توزيع المهام فيما يتعلق بالتخلص من النفايات الفضائية، ومن هنا تأتي أهمية المسؤولية الدولية بوضع الأطر اللازمة وضمان تطبيقها على أرض الواقع.
فيما أشار عبدالله خوري، مدير في برنامج إكسبو لايف إلى الكيفية التي ساهمت من خلالها تكنولوجيا الفضاء في تحسين حياة الأفراد، كما حصل في إفريقيا، حيث كانت تنبؤات الطقس غير الدقيقة على سبيل المثال سببا لفقدان المزارعين لمحاصيلهم.
وأضاف خلال الجلسة الحوارية: هذه المشكلة تم حلها إلى حد كبير بتوفير تقارير دقيقة بشأن الطقس لصغار المزارعين مما ساعدهم في تنظيم أوقات الزراعة وبالتالي عدم خسارة محاصيلهم ومواردهم.