داعية إسلامي: المسؤول المرتشي عليه انتظار سوء الخاتمة
قال الشيخ أحمد البهي، الداعية الإسلامي، إن المسؤولين قدوة، وحينما تمتد يد أحدهم للرشوة يجب تغليظ العقوبة عليه؛ لأنه في موقع المسؤولية والقدوة، مضيفًا أن المسؤول المرتشي عليه انتظار سوء الخاتمة.
وأضاف البهي، خلال حديثه لـ القاهرة 24، أن المسؤول في هذه الحالة خائن للأمانة وللمنصب الذي اؤتمن عليه، موضحا أن أي مسؤول عليه ألا تمتد يده إلى ما حرم الله؛ لأن حرمة المال العام أشد من حرمة المال الخاص.
وأشار إلى أنه ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه لعن الراشي والمرتشي والرائش: َعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، كما قال الرسول أن كل راع سيسأل عن رعيته وذلك في حديث بن عمر: عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه"؛ متفق عليه.
وشدد على أن المسؤول يحرم عليه قبول الهدايا وهو في منصبه؛ لأنها أتت عن طريق المنصب الذي لولاه ما حصل على تلك الهدايا.
واستند البهي إلى حرمة قبول الهدايا على حديث الرسول الذي جاء نصه: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَعْمَلَ عامِلًا، فَجاءَهُ العامِلُ حِينَ فَرَغَ مِن عَمَلِهِ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هذا لَكُمْ، وهذا أُهْدِيَ لِي. فقالَ له: أفَلا قَعَدْتَ في بَيْتِ أبِيكَ وأُمِّكَ، فَنَظَرْتَ أيُهْدَى لكَ أمْ لا؟! ثُمَّ قامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلاةِ، فَتَشَهَّدَ وأَثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ؛ فَما بالُ العامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ، فَيَأْتِينا فيَقولُ: هذا مِن عَمَلِكُمْ، وهذا أُهْدِيَ لِي؟! أفَلا قَعَدَ في بَيْتِ أبِيهِ وأُمِّهِ فَنَظَرَ: هلْ يُهْدَى له أمْ لا؟! فَوالَّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَغُلُّ أحَدُكُمْ مِنْها شيئًا إلَّا جاءَ به يَومَ القِيامَةِ يَحْمِلُهُ علَى عُنُقِهِ؛ إنْ كانَ بَعِيرًا جاءَ به له رُغاءٌ، وإنْ كانَتْ بَقَرَةً جاءَ بها لها خُوارٌ، وإنْ كانَتْ شاةً جاءَ بها تَيْعَرُ، فقَدْ بَلَّغْتُ. فقالَ أبو حُمَيْدٍ: ثُمَّ رَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ، حتَّى إنَّا لَنَنْظُرُ إلى عُفْرَةِ إبْطَيْهِ.
وأوضح أن كل مسؤول عليه أن يدرك أنه مؤتمن أمام الله ورسوله وأمام الإمام، وأن كل فعل سيحاسب عليه صغيرًا أو كبيرًا.